الإمساك ليس مرضا وإنما مؤشراً لعدة مشاكل صحية، وهو حالة شائعة تصيب كثيرا من الناس، والتي سببها أن القولون لا يستطيع التخلص من فضلات الغذاء بطريقة عادية، ورغم الاختلاف في تعريفه فإن الأغلب هو أن الإمساك هو صعوبة مرور البراز أو زيادة صلابته أو قلة عدد مراته (أقل من 3مرات اسبوعيا). لكل إنسان طبيعة خاصة فبعض الناس يتبرزون كل يومين أو ثلاثة أيام لفترات طويلة وهم غير مصابين بالإمساك، وعليهم ألا يقلقوا خاصة إذا كان تماسك البراز عاديا ويخرج بسهولة وغير مصحوب بأعراض أخرى. ويحدث الإمساك نتيجة عوامل منها ضعف أو توقف حركة الأمعاء، ونقص الماء في البراز مما يؤدي إلى جفافه وصلابته وبالتالي ضعف حركته وهكذا تبدأ حلقة مفرغة تؤدي في معظم الأحيان إلى الإمساك المزمن ومضاعفاته إذا لم يتم العلاج. وللإمساك أسباب عضوية وهي (5% من الحالات) وأخرى وظيفية ونفسية والتي تشكل (95% من الحالات) نتيجة رداءة النظام الغذائي أوقلة الحركة والكسل في عملية الهضم أو حدوث توتر عصبي وعضلي يثبط عمل الأمعاء. وهنا يبرز دور الألياف و الرياضة والسوائل والألياف الغذائية وهي فضلات الأغذية النباتية (الخضروات والفواكه والحبوب) التي لم تهضم، وهذه الألياف تنتفخ عند اتصالها بالماء فتحسن مرور محتويات الأمعاء وتساهم بتشكل براز سهل الخروج من خلال تأثيرها على حجمه وصلابته وتسارعه في عبور القناة الهضمية، و الإفراط في تناول ألألياف قد يؤدي لتأثيرات جانبية مثل الإسهال وانتفاخ وزيادة الغازات ونقص امتصاص الحديد والكالسيوم خاصة عند الأطفال لذلك ينصح عادة بإضافة الكالسيوم والزنك والحديد إلى الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، و الثابت علميا أن القمح والذرة والشوفان والبرغل تفيد في علاج الإمساك لغناها بمادة السليولوز وهي إحدى الألياف الغذائية. وتعتبر التمارين الرياضية كالمشي العنصر الثاني والمكمل الطبيعي والمفضل للنظام الغذائي في معالجة الإمساك حيث أنها تساعد في زيادة حركة الأمعاء وتنشيط الدورة الدموية والتخلص من الاكتئاب وتنشيط الكبد وزيادة إفرازات الصفراء ووضع الجسم في حالة جيدة. و الألياف هي سر النجاح في منع وعلاج الإمساك بينما الماء يسهل هذا النجاح بل لا يكتمل إلا بوجوده، لذا يجب الحرص على تناول حوالي 10كؤوس من الماء والعصائر في اليوم خاصة في الجو الحار. و استمرار الإمساك لفترة طويلة قد يؤدي لحدوث مضاعفات منها الصداع وحدة الطبع وارتفاع الضغط الداخلي للبطن مما يؤدي لحدوث البواسير ودوالي الصفن (في الخصية) عند الذكور والفتق الإربي (السري) كما أن جرح وتقرحات الغشاء المخاطي المبطن للشرج أو المستقيم بواسطة البراز الصلب يتسبب في نزيف البواسير والتشققات الشرجية والناصور، بالإضافة إلى مضاعفات الاستخدام الطويل للعقاقير الملينة. وهناك أعراض لا يجب إهمالها لأنها تشير لوجود مرض عضوي في القولون، مثلاً: تغير مفاجئ في عملية الإخراج خاصة بعد سن الأربعين، وفقدان الشهية والوزن، والشعور بآلام شديدة أسفل البطن أو حمى مزمنة، وخروج براز مخلوط بالدم، والفحص المبكر (طبيا ومعمليا ومن خلال المناظير أو الأشعة) في هذه الحالات يؤدي إلى اكتشافها وعلاجها مبكرا، ويتعين على المريض الرجوع إلى الطبيب المتخصص عند ظهور أي منها. يجب استخدام الملينات بحذر وتحت إشراف متخصص لأنها قد تؤثر على امتصاص بعض العقاقير وربما يكون هناك موانع لاستعمالها وقد يصل الأمر إلى التعود والاعتماد عليها ومن ثم التقليل من مفعولها والحاجة إلى جرعات وقد تؤدي أحيانا إلى الإسهال وآلام البطن وفقد كميات كبيرة من الأملاح المعدنية الأساسية والماء ويجب الحذر الشديد من استعمال هذه الملينات في حالتي الحمل و الإرضاع والأطفال الصغار. وأخيرا العلاج مع طبيب متخصص هو مفتاح التخلص من الإمساك ومشاكله المصاحبة. *وحدة زراعة الكبد