لعل من يقرأ تلك الأرقام التي تتوارد بكل فخر في مسيرة دكتور الدعوة والعطاء د. عبد الرحمن السميط لا يراوده شك في أنه أمام قصة نجاح متفردة على مستوى العالم كله، وأن أهل الإيمان تخفق قلوبهم فرحا لسماع رواياته وإلى الجلوس على سماطه العامر بقصص العطاء للمحتاجين . ولعلنا ونحن نبتهج لتحسن حالته الصحية نأخذ درسا من الدروس التي قدمها لنا عملياً ، وفي هذا الدرس نتساءل ما هي مكامن النجاح تجربته لنستثمرها في قصص نجاح نستمتع بها غداً، فما هذه المكامن : إن الذي نشهد به جميعا في المقام الأول هو أن عطاء الله كبير وفضله واسع على قدوتنا الكبير د. السميط، وأن هذا الفضل له أسبابه من صدق النية وحسن الاتباع - بإذن الله - مما عرف عن داعيتنا الفاضل. يشهد الجميع بدماثة خلق د. السميط وأدبه الجم ، والله يرفع بحسن الخلق أقواما ويضع آخرين . صدق المحبة للعمل الذي يؤديه فقد جاء متطوعاً مقبلاً نشطاً غير مكره. حسن تربيته وهذا ناشئ عن جودة البذرة والتربة التي احتوتها، فشكرا لله لمن أنجبا هذا البطل . الزوجة الصالحة، فنعم الزوجة هي أم صهيب تأييدها وصبرها ومشورتها، فنعم المشورة ما أشارت إليه عندما عادا من كندا للكويت ليغير مسيرته وفكره إلى إفريقيا. قوة الهدف: إن مساعدة العباد وإخراجهم من الظلمات للنور هو هدف نابع من عقيدة سماوية يؤمن بها المسلمون في كل أنحاء العالم . حسن التخطيط لتحقيق الهدف، وهذا ما يحتاج إليه الدعاة الذين يبذلون جهودا مبعثرة، لا يجمعها هدف محدد ولا نتاج واضح . مناسبة علمه لعمله، وهذا ما فتح له قلوب المحتاجين حاجة ماسة لطب الدنيا وطب الآخرة. حسن اختيار الفئة المستهدفة، فقد اختار أشد الناس حاجة له، فالبشر في إفريقيا يعانون أشد الأمرين من المرض والجهل والجوع . تمثيله للقدوة الصالحة الطيبة مطابقاً قوله وفعله لدعوته. استخدامه أسلوب البساطة الفعالة ، فهو يتكلم بدون تصنع ولا بهرجة، ويوصل لمن يقابلة بصورة مباشرة ومقنعة. عدم سكنى المال قلبه، فهو من اعتنق العطاء هوية، فهو يبذل المال ذات اليمين وذات اليسار ليسعد به كل محتاج له. حسن اختياره لحاجات الناس وسدها، فكان اهتمامه بالمراكز الإسلامية والمدارس والجامعات لتعليم الناس ما جهلوا ولبناء حضارة متقدمة على منهج صالح، وأنشأ المحطات الإذاعية لتوعية الناس وتثقيفهم , كما اهتم بحفر الآبار لحفظ الأرواح من الهلاك، واهتم بالمستشفيات لحاجة الناس لدفع الآلام والأسقام الموردة للمهالك، وهذه كلها تعتبر من أعمال الوقف التي يستمر الأجر بها وبثمارها. عدم التفاته للمثبطات مهما كانت، ومنها أنه لا يوجد غطاء لوجكسي لمهمته يحميه ومن معه من المشكلات في إفريقيا. حب المسلمين كافة ومنهم أهل الكويت للتقرب لله ببذل الغالي والنفيس، ودعم الدعاة في كل المعمورة . ولعلنا نختم بحب المسلمين له ودعواتهم الصادقة بتوفيقه ونجاح مساعيه، وها نحن نصطف معهم داعين الله بنزول جميل مشافاته عليه، وإلباسه لباس الصحة والعافية.
