العيد,, يعني الفرحة ,, وحينما نردد كلمة العيد فلابد ان نسبقها بابتسامة وشعور يغمر أعماقنا بالمعنى الحقيقي للفرحة والسعادة, والعيد حينما يأتي فانه يحمل في طياته الكثير من معاني البهجة والفرح والمشاركة الجماعية في هذا الشعور,, ويوم العيد يوم من أيام السنة مختلف تماماً,, من حيث مايختلج في المرء من مشاعر تختلف عما يشعر به في أيام أخر, والشعراء لابد أنهم قد يكونون من أسعد الناس الذين يستطيعون أن يعبروا عما يجول في خواطرهم وما يختلج في أفئدتهم فيخرجون كل ذلك شعراً إبداعياً يصور لنا العيد في مخيلتهم أو العيد في انطباعاتهم ومشاعرهم, لعلنا لو غصنا في أعماق أولئك الشعراء لوجدنا عالما رحبا متباينا من الأفكار والآراء عن العيد, ولنرحل معا عزيزي القارىء في جزء يسير من ذلك العالم, فهاهو الشاعر/ جلعود بن لافي الشمري له رؤية في العيد في نظر ذلك الشخص البعيد عن أهله في غربة اختيارية يسعى من خلالها نحو معيشته ومصالحه المعيشية هاهو يقول: العيد عيد الوصل عيد التسامح الله على من عاش عيده يعيده للعيد فرحة في جميع الملامح والعيد عيد اللي دياره بعيده هو عيد من حب المصالح وطامح لشوف الأهل بأيام عيد سعيدة فلقد صور العيد انه هو عيد المغترب الطامح لشوف احبته وأهله ودياره ووطنه, أما الشاعر متعب بن زراق العتيبي فله رؤيا أخرى عن العيد ,, فالعيد ينظره إنه عيد ينشر الفرحة والبسمة على الأرض ليدعو إلى الابتسامة والفرح والمرح حيث يقول: أقبل نهار العيد ينفح نسيمه تظهر به الفرحة على روس الأشهاد عيد ينادي كل نفسة كريمة اللي لها مع بسمة العيد ميعاد أما الشاعر المبدع/ علي المفضي فإنه ينأى بنا معه الى شعور انتابه صباح العيد ولم يتمالك مشاعر المشاركة بفرحة العيد حينما يصور لنا هذا الموقف: دموع العين هلت فوق خدي صباح العيد والعالم سعيدة ولكن الحزن لم يستطع أن يتوغل في قلب شاعرنا المبدع علي المفضي,, أكثر فهاهو يتغالب على كل شيء لينقلنا إلى صورة أخرى من مشاعره ليحيي فينا الأمل في أن يشاركنا الفرحة وان يبادلنا الابتسامة وان نعيش سوية في غمرة العيد المرح الفرح ليقول متأملاً: ياحديث الورد للعيد بك معنى جديد والسنين اللي مضت منك عادت لي جداد جيت من وجهك تصب الضحى وسط الوريد جيت لأفراح العمر تفتح بروحي بلاد جيت تهدي عيد والا تعيد لكل عيد فرحة مامرت القلب من وقت المهاد وكأنه بهذا الجزء من مقطوعته الشعرية الرائعة يتوافق مع قول المتنبي في سؤاله: عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم لامر فيك تجديد؟ أما الشاعر الكبير/ أحمد الناصر فانه يسأل سؤال آخر للمتشائمين والواجمين في هذا اليوم الذي صوره الأمير خالد الفيصل في أحد أبياته الشعرية بان الفرحة,, تعني العيد بقوله/ )رسمتك صحوك الفجر يا فرحة الأعياد(, فان أحمد الناصر الأحمد كما ذكرنا يستغرب عدم ممارسة الفرح في هذا اليوم بقوله: غريبة تذرف الدمعة وأنت تعيش يوم العيد غريبة وقفتك هذي مادام الدرب لك سالك ولكن الشاعر / صنيتان المطيري لم يستطع مسايرة المشاركين في هذه الفرحة فاعلنها حقيقة في رسالة مباشرة للعيد بقوله: ياعيد مالك فرحة في عيوني نسيتني مادري زماني نساني ماقدرت أفراحك تعانق شجوني أحزاني أكبر من كلام التهاني حاولت أجاري فرحتك واكشفوني لاجيت ابي أضحك ما استمرت ثواني أما الشاعر المعروف/ علي القحطاني فهو يروي لنا في بيت من بيوت شعره الرائعة عادة رائعة اعتاد ان يمارسها حينما يقول: هلال شوال اتضح واعلنوا عيد ومن عادتي في العيد أسير على الناس أما الشاعر الحاضر دائماً/ عبدالله بن حمير الدوسري فرحة العيد لم تنسه ان يتمنى ان يعم الفرح كل الأرجاء وكل الدنيا خصوصاً وطنه الحبيب حيث يقول: ألا يا عيد عدت وعادك الله بالهناء والسرور تعود بخير وافراح على السعودية ومع كل ما قاله هؤلاء النخبة من الشعراء إلا إننا نستقرىء ما للعيد في نفوسهم من تأثير متمكن في فرحته التي تزيل الهموم وتمحي وتسلي عن كوادر الأيام قيبقى العيد دائماً ببهجته وفرحته وتلك الابتسامات التي يرسمها في ملامحنا ذكريات جميلة مهما نعاني ونحمل من هموم ومعاناة, وكل عام والجميع بخير, سليمان الشراري