حين أطالع الإعلانات المتتالية في المحطات الفضائية وهي تعرض عن طريق هذه الأجساد الناعمة والوجوه الفاتنة دعاية للصناعات الأجنبية أصاب بالإحباط لمعرفتي بأن المستهلك لدينا سوف يندفع وراء هذا الدعاية مغمض العينين لثقته بأن ما يعرض على هذه الشاشات الفضية هو حقيقة وليس فيها مبالغة اقدامه نحو الوكالة المنتفعة, اما عطاء الوطن وصناعاته البسيطة فهي محرومة من هذا الصرح الدعائي لأنها ما زالت ذات امكانيات محدودة لا تقوى على مصارعة هذه الصناعات ذات التاريخ الطويل بالاستغلال ومعرفة خفايا السوق, ان الصناعات الأجنبية تساوم علينا ونحن نتفرج مشدوهين بهذه الأجساد الناعمة والابتسامات الظالمة ذات الإغراء والإغواء, تسيطر على اسواقنا لأننا لا نملك مزاحمتها ولو استطعنا فسوف نترفع عن الهبوط إلى هذا الدرك والحضيض لأن نبض الوطن أسمى من ان نعرضه لمثل هذه المزايدة فهو أغلى من العيون وأرفع من جعله سلعة للمساومة تركلها أقدام الغانيات اللاتي يتمايلن بالثمن ويتراقصن وراء المادة, والمؤسف ان الأقطار المنتجة لا تدفع بناتها لتمثيل هذا الهبوط الأخلاقي على الشاشات يومياً إنما تستأجر الفتيات العربيات للمتاجرة بأجسادهن نيابة عن تلك الصناعات المستوردة فمتى تفيق الوكالات في الوطن العربي من هذا الإذلال ولا سيما نحن نعرف ان اليهود هم الذين يملكون أغلب الصناعات في العالم الغربي أو على الأقل يسيطرون عليها كمستثمرين أو مسيطرين وبذلك فنحن ندعم عدونا اللدود من حيث لا نحتسب، حيث يشتري بها الأسلحة الفتاكة لمقاتلة أشقائنا ودعم المشاريع الإباحية والقتل والمخدرات متعاوناً مع المافيا في كل مكان, وقد ثبت في أكثر من حادثة ضلوع اليهود في تمويل مشاريع الفساد من وراء الستار إذ من النادر ان يظهروا على السطح انما يكتفون بدفع صنائعهم إلى عقد الصفقات وبث الشر والمخدرات لتوزع في الأقطار التي يعادونها ولا سيما في الوطن العربي والإسلامي الذي يكنون له الحقد والبغضاء دون مواربة وما تدعيمهم لبعثات التنصير في أفريقيا والدول الفقيرة أو حتى التي توجد بها أقليات مسلمة إلا بقصد احراج الفئات الإسلامية وتجريدها من الأسلحة المادية التي لا تملك إلا القليل منها حتى تدق أسفيناً تلو الآخر في وجه الدعاة والمؤمنين بغية أن تفشل توجهاتهم لضم المزيد من الأبرياء الذين ضلوا عن سواء السبيل او يجهلون معنى الأديان والرسالات السماوية على حقيقتها, مرة أخرى ينبغي أن نتوخى الطريق السليم في سمعانا للكسب الحلال وننأى عن المال الحرام الذي سوف يؤدي إلى ضياع كافة المكاسب بجشع بعض الأفراد والجماعات في طرق كافة السبل عن جهل أو ضلالة كفانا الله وإياكم شرور المال الحرام, للمراسلة : ص,ب 6344 الرياض 11442