ربما لن تطول أطراف أصابعي ,, خيوط الشمس الذهبية. وربما تعجز عيوني الصغيرة ,, عن رؤية القمر الصغير ليلة مولده. وقد لا تأتي حبيبتي,, لموعدها قرب المغيب. وقد لانستطيع قطف زهر البرتقال,, خلسة من بيارات الجيران. فقد أصبح وأمسى,, الجنود ببنادقهم يصوبون على الرؤوس وتخرج النيران من فوهاتها,, تهشم جماجم الصغار، وتنطلق سريعة طلقاتها,, أسرع من ركض أرجلهم الصغيرة ويداري الأب طفله بيديه,, من غير قفازين ولا دروع حديدية، ويحضن لحمه الغض بصدره,, خوفا من حقد يهودي دفين، ويسقط العصفور ذبيحاً,, وتشرب الأرض من دمائه الزكية الحمراء. ولكن لن يموت، فغداً,, تكبر آلاف العصافير، وتحمي المسجد بمناقيرها,, ولو تكسرت الضلوع في الصدور، وتعيد لقبة الصخرة نورها,,, ولو تأخر شروق الصباح. فاروق زهير الحلواني