تكريم 6 جهات متقدمة في مؤشر نُضيء    الرياض مقرا لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    اختتام أعمال منتدى المدينة للاستثمار    النفط يتراجع بسبب مخاوف زيادة المعروض وارتفاع الدولار    نقاط الخلاف تعرقل الحل النهائي لوقف الحرب في غزة    السعودية تنظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني فبرايل المقبل    لاجئو السودان يفرون للأسوأ    استبعاد صالح الشهري من المنتخب السعودي    القبض على شخص بمنطقة حائل لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    إصدار النسخة الأولى من السجل الوطني للتميز المدرسي    مشروعات علمية ل480 طالبا وطالبة    "كايسيد" يعزز من شراكاته الدولية في أوروبا    «مستشفى دلّه النخيل» يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    "الشركة السعودية للكهرباء توضح خطوات توثيق عداد الكهرباء عبر تطبيقها الإلكتروني"    د.المنجد: متوسط حالات "الإيدز" في المملكة 11 ألف حالة حتى نهاية عام 2023م    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالكويت يزور مركز العمليات الأمنية في الرياض    جامعة الدول العربية تعلن عن تجهيز 10 أطنان من الأدوية إلى فلسطين    فعاليات يوم اللغة العربية في إثراء تجذب 20 ألف زائر    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    إن لم تكن معي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    لمحات من حروب الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرجت من مشواري الصحفي كاسباً للناس غير راض عن نفسي
الطبيب والأديب والصحفي عبدالله مناع في حديث ل الجزيرة
نشر في الجزيرة يوم 17 - 12 - 2000


الدكتور عبدالله مناع قامة أدبية صحفية سامقة.
مبدع,, رغم أن صفة المبدع الحقيقي نادرة بمعناها الحقيقي,, إلا أن الدكتور المناع برز من عقود من الزمن مبدعا,, أدبيا,, صحفيا.
للحديث عن مشواره الأدبي والصحفي تحتاج لاستئذان التاريخ لانتقاء ما تود اختياره.
عبدالله مناع,, الطبيب,, رئيس تحرير مجلة إقرأ سابقا ومجلة الأعلام والكاتب والصحفي والراوي,.
استضفناه في هذا اللقاء فجاءت اجاباته مميزة تحمل نكهة وتميز وخصوصية عبدالله مناع.
* رمضان,, هذا الشهر الكريم المنتظر,, هاهو يلفنا بروحانيته وطمأنينته,, كيف تنتظر شهر رمضان كل عام,, وكيف تعيشه في المنزل والمجتمع والعمل؟
انتظر رمضان بشوق المؤمنين,, ولهفة المستغفرين,, ورجاء الآملين في أيام تأتي بعده بمزيد من الخير لنفسي ولوطني ولأمتي.
ولقد اعتدت أن أعيشه باعتدال بين العبادات والعادات,, وبحيوية في مجتمعي, فرمضان يحب السهر وأنا أحب الليل،أما العمل في رمضان,, فإنه يضطرب بين يدي في أيامه الأولى بسبب الانتقال من نمط يومي متكرر الى نمط جديد,, فريد في تفاصيله ومفرداته، على أن اشكاليتي الكبرى في هذا الشهر الكريم,, هي في شعوري الدائم بأن ساعات يومه لا تكفيني.
* وفي هذا الشهر يطالب الانسان بعمل ديني وعمل دنيوي إلا أن هناك من يقفز على هذا بالتكاسل في الأعمال تجاه الآخرين مما يعطل مصالح المجتمع,, وذلك تحت عبارة رمضان كريم ؟
الذين يلبسون كسلهم وتكاسلهم في رمضان بعبارة رمضان كريم كاعتذار عن كسلهم وتكاسلهم ينسون أو يتناسون بأن شهر رمضان كان في تاريخ الاسلام والمسلمين,, هو شهر العمل وشهر الجهاد بكل ما يقتضيه من تفكير وتحضير واعداد فنزال بكل مشقاته.
فإذا قالوا إن ذلك كان في الماضي,, فإنني لابد وأن أذكرهم بأن أعظم المعارك العربية في العصر الحديث,, كانت معركة العبور وتحطيم خط بارليف على الضفة الشرقية من قناة السويس، وقد كانت في العاشر من رمضان من عام 1393ه,, وكان الجنود والقادة صائمين بل فرحين وسعداء بصيامهم.
ومع تقديري الانساني لظروف الناس عموما في رمضان,, فإنني أقول إننا بحاجة لأن نقتصد في استخدام كلمة رمضان كريم كمقدمة للاعتذار عن التقصير وتعطيل مصالح المواطنين ومطوحتهم المشوار بعد الآخر.
* قرأت لك مقابلة ضافية مع الشيخ الجليل الفاضل العلامة الراحل علي الطنطاوي يرحمه الله كانت تلك المقابلة واحدة من أقوى المقابلات تأثيرا على المتلقي لما حوته من فوائد وأسئلة قوية واجابات شافية,, ماذا تقول أنت عن تلك المقابلة؟
لقد سعيت لتلك المقابلة بزيارة تمهيدية مع صديقين عزيزين هما: الكاتب الرشيق العبارة والوجدان مشعل السديري واخصائي التحاليل الطبية الدكتور سميح الخضراء,, تلميذ الشيخ الطنطاوي وأحب مريديه إليه، وعندما تمت كنت أول السعداء بتحقيقها,, فقد كنت أخشى ألا تسعفه صحته,, أو لا تسعفه ذاكرته، ولكن مفاجأتي كانت خلال تلك الساعتين ونيف,, هي في حضوره الرائع وادراكه الملفت ووعيه لما أريد وبما يريد فقد كان هدفي أن أعيد تقديم شخصيته الإسلامية المستنيرة بعد سنوات العزلة التي فرضها عليه تراجع صحيته، وأحمد الله,, أن تحقق ذلك.
أما ماذا أقول عن تلك المقابلة فإن ذلك ليس من حقي، بل هو حق الآخرين,, وحدهم.
*وهذا المشوار الصحفي الحافل بالتاريخ والخبرة,, والمناصب الصحفية والحضور الكتابي المدهش,, بماذا خرجت,, هل خرجت كاسبا أم متعادلا لا لك ولا عليك أم راضيا الى حد ما؟
بعد سبعة كتب ورواية لم تطبع، وعشرات من المقابلات والقصص ومئات من المقالات وتلك المواقع التي شغلتها,, خرجت كاسبا الناس غير راض عن نفسي، فقد كان يخامرني وما يزال شعور بأنه كان بامكاني أن أفعل ما هو أفضل، وأن أقدم ما هو أحسن.
* زاد حجم الحضور الصحفي للمطبوعات بما أفرز أجيالا من الصحفيين ربما تكون كفاءتهم دون المستوى ولكن السوق يطلب كماً ولابد من سد الشواغر,, هل أنت مع أو ضد,, الكم الكبير من المطبوعات,, الكم الكبير من الصحفيين؟
أنا مع الكم الكبير من المطبوعات لأنها تشكل في نظري منابر ومنصات، وكلما تعددت المنابر والمنصات,, كان ذلك في صالح الأمة ولخير الأجيال، وأنا أيضا مع الكم الكبير من الصحفيين,, إلا أنني بكل اسف لا أجد الآن غير كم كبير من الموظفين في المؤسسات الصحفية, لكنهم ليسوا صحفيين.
* الطب والصحافة,, علمان بكسر العين , كل منهما يمثل علما مثيرا وجميلا,, وأنت ممن مارس المهنتين من منهما جذبك نحوه أقوى من الآخر؟
في الطب,, عشت بانسانيتي وفي الصحافة عشت بكل كياني وجوارحي.
* لمجلة إقرأ إبان رئاستكم نكهة ولها الآن نكهة,, ما الفرق بين النكهتين؟
كان لها رائحة القهوة وطعم الخبز الحار,, أما الآن فإن لها طعم القهوة السادة مع الاعتذار لكل الزملاء العاملين فيها.
* في ظل الانفجار الفضائي للقنوات من خلال الأقمار الصناعية يظل التلفزيون السعودي الأميز والأنظف والأنقى للمجتمعات ذات التقاليد المحافظة,, إلا أن ثمة من يقول أن التلفزيون يحتاج لحركة أسرع في مواكبة الأحداث والأخبار والتطورات,, ماذا تقول أنت؟
ربما كان التلفزيون السعودي هو الأنظف والأنقى,, لكن مشكلته أنه لا يطل على الدنيا ,, بينما التلفزيونات الأخرى تدخل في قلب وعقل ووعي كل ما في الدنيا.
* الكتابة وسيلة الى غاية أم هي غاية في حد ذاتها؟
الكتابة وسيلة لغايات عديدة,, في مقدمتها صياغة الفرد بالهامه ,, وقيادة الأمة بحثها ,, وتشكيل المستقبل برؤى الأفكار التي تحملها الكلمات تحملها الكتابة.
* يكتب الكاتب ويكتب,, هل شعرت في يوم من الأيام أن الأفضل ألا تكتب, لماذا؟
نعم إنني أتأرجح بين الأمل في الكتابة وما يمكن أن تزرعه ويحصده,, واليأس منها حين ينتابني شعور بأن جلد العالم أصبح أسمك من أن تخترقه الكلمات!.
* يقرأ الانسان ويدمن القراءة وربما يصدم في من يقرأ له, هل حدث هذا معك؟
القراءة,, هي طريق المعرفة، والمعرفة,, هي الطريق الى الحقيقة,, والحقيقة كثيرا من تقود الى الحزن والكآبة لقد صدمت في القليلين ممن قرأت لهم,, ولكنني صدمت في الكثيرين ممن عشت معهم وبهم!.
* بعض الكتاب يستخفون بعقلية القارىء من خلال طرح مواضيع لا تستحق الطرح,, من خلال السخرية المفرطة,, هل حدث أن اشتكى إليك أحد القراء منك بخصوص ما تطرح؟
الكاتب الذي يستخف بقارئه هو في الحقيقة يستخف بنفسه وقدره ويجعل من نفسه أمثولة ليضحك منها أو عليها القارىء , إنه يسعد القراء ويسليهم في الحقيقة.
لم يشتك أحد من القراء مما طرحت,, ولكن نسبة منهم تختلف معي وتنتقدني وليس أسعد عندي من تقبل هذا الاختلاف وهذا النقد,, وكثيرا ما كان هذا الخلاف مادة ومائدة للحوار مع بعضهم.
* ثمة رجال,, هم أمثلة في التاريخ,, من من هؤلاء تضعهم في المقدمة؟
القائمة على امتداد التاريخ,, طويلة جدا، ولكن دعنا نتكلم عن هذا القرن,, الذي سيودعنا بعد أيام قليلة منها: الملك عبدالعزيز، وشارل ديجول، وماوتسي تونج، وايزنهاور، وغاندي، وكينيدي، وهو شيء من، ونيلسون مانديلا، وربما آخرين, فكل منهم صنع تاريخا.
* للصدق وجه واحد,, وللكذب أوجه عدة,, كيف تواجه الوجوه العدة للكذب,, وهل تصارح صاحبها بأنه مكشوف أم تتركه للأيام؟
الحياة مسرح كبير,, فيه أصحاب الوجه الواحد، وفيه أصحاب الوجيه المتعددة.
فأصحاب الوجه الواحد,, من المحبين أو الحاقدين على السواء هم برد الحياة وسلامها بالنسبة لي، وقد اعتدت ألا أصارح أولئك الذين يئست منهم.
* المنصب أحيانا يحتاج الشهرة والشهرة تدفع أحيانا إلى المنصب,, ما مدى صحة هاتين المقولتين؟
ليستا صحيحة, فالمنصب يحتاج الى قرار ، والشهرة تصنع نفسها بدون منصب أو بمنصب.
* من المؤكد أنك ندمت يوما ما على مقال ما,, لم ندمت,, وماذا فعلت؟
كثيرا ما ندمت,, ولم أجد ما أفعله غير الصمت والحزن والفضفضة الى أقرب المقربين إليَّ.
* الكتابة ولدت أصدقاء وربما خسرت في المقابل أصدقاء,, هل فرحت بالأولين وندمت على الآخرين؟
اعطتني الكتابة أصدقاء بلا عدد,, وفي المقابل أعطتني اعداء بلا حدود، ولقد سعدت بتلك الصداقات التي كانت خير معوّض لي عن تعاساتي ومكابداتي في مشوار الكتابة ونتائجها, وقد تستغرب إذا قلت لك إن كم العداوات ولم يكن صغيرا,, ولا قليلا لم يتعسني, فقد عمل هؤلاء الأعداء على وضع الرتوش حول صورتي كاتبا ومفكرا,, فاحسنوا إليّ تاريخيا بأكثر مما اساءوا إلى آنياً .
* عالم الصحافة عن قرب ليس هو عالم الذي يقرأه القارىء من بعد,, كيف ترى هذا العالم هل يعتبر في حقيقة مثاليا سيما وهو ينثر المبادىء والمثاليات كل صباح ومساء على المتلقي؟
كان عالم الصحافة في الزمانات عالما أقرب الى المثالية فيما يطرحه على الناس كل صباح,, أو كل أسبوع أو كل شهر,, أما الآن فقد أصبح كعش الزنابير : كثير الدوي ,, قليل القيمة، وقد دخل على هذا العالم متغيران: شخصي أو فردي,,بدخول أشخاص لا علاقة لهم بالصحافة, أشخاص يبحثون عن المكانة بعد أن حققوا الإمكانية ,, عن الأضواء والشهرة والصورة، بل وبعض منهم يريد أن يصبح كاتبا مرموقا حتى ولو بمقاولين من الباطن,, يكتبون لهم أي كلام كي توضع أسماؤهم وصورهم في صفحات الرأي أو حتى على عمود أسبوعي، فالمهم هو ظهور الاسم ووجود الصورة .
* هل يعتبر نشر الفاكس والبريد الالكتروني للكاتب ضرورة أم ترفا أم شهرة أم مجموعة ما تقدم أم لا شيء منها وهي شيء آخر؟
اعتقد أنها جليطة عصرية,, فالقراء يعرفون كيف يصلون الى صحفهم والى مجلاتهم,, والى كتابهم من خلالها وارجو ألا يغضب هذا الرأي,, الزملاء الذين يزيلون أعمدتهم اليومية أو الأسبوعية برقم البريد الالكتروني.
* الكتابة الهام,, والشعر موهبة,, وفي الحالتين لابد أن تتوفر الصنعة التي هي الموهبة لدى الكاتب أو الشاعر,, كتاب وشعراء الساحة,, هل جميعهم يمتلكون هاتين الصفتين؟
الكتابة موهبة في نثرها وشعرها، ثم تصبح الموهبة بمرور الأيام صنعة لكن هذه الموهبة بدرجاتها المختلفة,, تحتاج الى ثقافة عريضة متنوعة وشاملة حتى تستمر,, وتتألق,, وتبدع جديدا,, ممتعا ومثمرا.
بعض كتابنا وشعرائنا يملكون هذه الموهبة دون جدال ويتمتعون بقدر عال من الثقافة والاحساس بالكلمة على طول مسارها من لحظة انطلاقها من عقل وقلب كاتبها,, الى أن تصل الى متلقيها، ولكن الأكثر لا يملكونها,, إلا أنهم يدعون ذلك,, ويملأون منصات القول ضجيجا، ولو أنهم صمتوا,, لكان خيرا لهم.
على أية حال,, تبقى ساحتنا مقارنة بالآخرين في حالة مسغبة فنحن نشكو جدبا في المواهب نثرا وشعرا.
* اختلاف وجهات النظر في عصرنا في كل شيء تجاوز حدوده اللياقة فأصبح الشخص يخالف الآخر فيما لا يقبل الاختلاف وما يعتبر من المسلمات والثوابت,, بماذا تفسر هذه الظاهرة,, وهل أنت مع أو ضد وهل مررت بذات الموقف؟
اختلاف وجهات النظر وتعددها,, يعبر عن صحة الأمة الفكرية وسلامة بنيانها وقدرتها على اتخاذ أفضل قراراتها في النهاية,, ولكنني أختلف معك في مسألة اللياقة هذه؟! إذ ليس هناك مسلمات وثوابت مقدسة إلا ما جاء في القرآن وصحيح السنة، أما ما عدا ذلك فهو قابل للاختلاف وتعدد الآراء والاجتهادات حوله، إلا أنني مع ذلك اتفق معك,, في أن الأمر اصبح كالظاهرة,, أمعقول مثلا,, أن يكون هناك ثمانون حزبا سياسيا في بلد واحد؟
ان ذلك لا يعبر عن اختلافات سياسية وتباين في الآراء بقدر ما يعبر عن صراعات شخصية بين الأفراد,, أنا لا اعتقد أو لا أعرف على وجه الدقة بوجود ثمانين اتجاها سياسيا في البلد الواحد!!.
* المرأة، الجمال,, الخير,, كلمات مترابطة بجمال النفس والعين والقلب,, هل من تعريف مفصل جميل يمثل رأيكم لكل مما تقدم,,؟
المرأة,, نصف الدنيا، والجمال,, متعتها، والخير,, أحلى ما فيها: عملاً ودعوة.
* زحمة السير,, عدم احترام أنظمة المرور,, عشوائية القيادة,, هذه مجتمعة تخرج الانسان من اتزانه أحياناً,, متى حدث لك ذلك,, وكيف تصرفت,, وهل تجاوزت الاشكالية بهدوء,,؟
السير في شوارع المدن,, أسهل بكثير من السير في دروب الصحافة وبين (مطباتها) المفاجئة.
* للبكاء أزمنة,, ومواسم,, واحياناً تبكيك لقطة من فيلم (رغم أنه تمثيل في تمثيل) وأحياناً تجد قلبك قد من حجر والآلاف يعيشون مآسي القرن,,؟
البكاء جزء من حقائق الكون,, والدموع تعبير عن إنسانية الإنسان في هذا الكون,, في هذا الكبد، لكن أزمنة البكاء العربية والاسلامية طالت, لقد تحولت الأخبار الى مراث ومآس, غالباً ما تكون عربية وإسلامية.
وما أكثر ما بكيت ل (كلمة) ول (مشهد) ول (ذكرى) إلا ان سرادق العزاء الذي نصبته (الانتفاضة) لشهدائها هذه الشهور,, جعلني أفضل (قراءة) الأخبار في الصحف على (مشاهدتها) في التلفزيون.
* وحتى الذين يفرحون لحد الثمالة ويقهقهون من الأعماق,, يقال بأنهم يجهشون ألما من الداخل,,!
ليس ب (الضرورة) ولكن بعض الضحكات,, كأنها (مفرقعات) أحزان لا تعكس سعادة القلب,, بقدر ما تعكس مرارة الفؤاد وأسى النفس, وعلى أية حال أصبح نادراً ان يضحك الإنسان من قلبه,, فقد أصبح الضحك (عملة صعبة).
* ما هو أصعب قرار اتخذته في حياتك,,؟
اعتدت في مواجهة القرارات الصعبة,, أن أعمل مبكراً على ترويض وتخفيض درجة حرارة المشكلة والقضية التي تواجهني والتي ستدفعني لاتخاذ القرار الصعب,, أو القرار الذي لا اريده فإذا جاءت لحظة اتخاذه,, اتخذته بيسر وببساطة وكأنه امر عادي جدا.
* ما هي أجمل هدية تلقيتها,,؟
تلقيت مئات الهدايا المعنوية والرمزية والمادية,, ولكنني أذكر منها ثلاثا:
حصول ابنتي الكبرى (سجى),, على 96,8% في الثانوية العامة قسم علمي العام قبل الماضي.
لوحة تشكيلية من صديقي الدكتور محمد سعيد فارسي تصور المكان الذي عشت فيه بالاسكندرية أثناء دراستي بجامعتها.
سيارة (كاديلاك) من صديق في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان منذ أربع سنوات.
* هل للواسطة دور للنجاح,, وهل يمكن ان نطوع الواسطة بما لا يضر بمصالح الآخرين وكيف,,؟
(الوساطة),, قد تعطيك موقعاً، ولكنها لا تمنحك نجاحاً.
* إذا كبر (إبنك خاوية) هل هذا المثل ينطبق على ظروف واوضاع العصر الحالية بمعنى ان يكون الابن مكشوفاً أمام الأب والعكس,,؟
(إذا كبر ابنك خاويه),, ربما لا ينطبق على عصر بمثل ما ينطبق على عصرنا الحالي، لكن هذا الاخاء أو (المخاواة) لا تعني أن يكون كلاهما مكشوفاً أمام الآخر,, ولكنه يعني ان تكون هناك جسور قائمة بينهما,, وقلوب مفتوحة على بعضها,, ولغة يشتركان في صياغتها.
* هذا السؤال متروك للضيف,, ضع السؤال والاجابة,,؟
* متى ينتهي (معمعان) هذه الأسئلة,,؟
الإجابة: بالتأكيد,, الآن!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.