أتفق مع مدير الأمن العام الفريق أول سعيد القحطاني حين يرد على المشتكين من غرامات «ساهر» فيقول إنَّ على من يريد عدم تبديد ماله على غرامات «ساهر» أن يتقيد بأنظمة المرور. هذا كلام صحيح تماماً. ونحن -المسالمين- الذين نقود سياراتنا بخوف في شوارع مدننا المكتظة بالسيارات التي يقودها مخالفون لأنظمة المرور نتمنى في كل مرة نرى فيها هؤلاء المخالفين -وما أكثرهم!- أن تكون غرامات «ساهر» أضعافاً مضاعفة! نحن -المسالمين- نقول إن أكبر عيب ل «ساهر» هو أنه لم يغز بعد كل شوارعنا، فهناك شوارع رئيسية ما زال «ساهر» بعيداً عنها ولهذا نجد أن المخالفين يسرحون ويمرحون فيها ويرتكبون جميع أنواع المخالفات المرورية. بكل أسف ما زال الحس الحضاري لدى كثيرٍ ممن يقودون السيارات في شوارع مدننا متدنياً. والمصيبة أننا بدلاً من أن نؤثر بالعمالة الوافدة تأثيراً إيجابياً ونكون لهم قدوةً حسنة فإننا نعلمهم فنون ارتكاب المخالفات المرورية حتى أصبحوا يتفوقون علينا في ارتكابها. إن من يرتكب المخالفات، سواءً كان مواطناً أو وافداً، يستحق العقوبة. لا فرق بينهما، لكننا نلوم المواطن الذي لا يغار على المظهر المتخلف لشوارع تُرتَكَبُ فيها المخالفات المرورية بشكل مؤسف في مدن بلاده. هذا المواطن الذي يحرص على احترام أنظمة المرور عندما يكون خارج بلاده! لكنه داخل بلاده يمارس القيادة المتهورة والمخالفة لأنظمة المرور بشكل يغري حتى العامل الوافد البسيط بالمخالفة. أنت لا تخرج من منزلك إلى العمل أو إلى السوق أو إلى أي مكان إلا وتشاهد جميع أنواع المخالفات بما فيها قطع الإشارات المرورية الحمراء. بكل أسف هذه هي العقلية المسيطرة لدى البعض، ولذلك فإن عتب السائقين الملتزمين المسالمين على المرور هو التأخر في تعميم «ساهر» عى كل شارع من شوارع المدن والبلدات السعودية. فعندما تعمم إدارة المرور آليَّة «ساهر» تكون بذلك قد أسهمت في تربية السائقين المنفلتين وفي زيادة الوعي لديهم بما يتجاوز موضوع قيادة السيارة. إنها تعلمهم السلوك الحضاري الذي يقربنا من منزلة المجتمعات الراقية المتحضرة! سيقول البعض إن ل«ساهر» الكثير من العيوب والسلبيات. وهذا صحيح لكن السلبيات قابلة للتصحيح بمضي الوقت، وهي -على أي حال- لا شيء بالمقارنة مع الإيجابيات. لم يقل مدير الأمن العام إلا الحقيقة والصدق عندما نصح مَنْ يشتكون من غرامات ساهر بأن لا يرتكبوا المخالفات ولن يبددوا بعد ذلك مالهم. والأهم هو أنهم سيسهمون في جعل شوارعنا أكثر أمناً وسلاسة وسلامة وحضارية. [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض