تعتبر نظافة شوارع المدن وميادينها مظهراً حضارياً يدل على وعي السكان، كما يدل على إخلاص المسؤولين في البلديات أو الأمانات في أعمالهم. وقد حث الإسلام على هذا الأمر قبل أن يوجد ذلك في العصر الحاضر، فقد ورد في السنة المطهرة (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) والأذى يشمل كل ما يؤذي المارة كما ورد (النظافة شطر الإيمان). كما أن بلادنا أصدرت من عدة سنوات نظاماً يحمي المدن والشوارع من العبث وإلقاء المخلفات أو النفايات وذلك عن طريق فرض غرامات على من يقوم بإلقاء المخلفات في الشوارع سواء من سيارته أو منزله. ولكن مع الأسف لا نزال نرى الناس يومياً يلقون المخلفات في شوارعنا وبالذات سائقو أو ركاب السيارات بل إن بعض الاخوة المقيمين وبالذات ممن جاءوا لكسب العيش في بلادنا يساهمون في هذه العادة غير الحميدة كما أن بعض المقيمين من بعض الجنسيات الأسيوية يقوم أعزكم الله بالبصق خارج السيارة عند الوقوف أمام الإشارات الضوئية أمام قائدي وركاب السيارات الأخرى بلا خوف أو خجل (فمن أمن العقوبة أساء الأدب). لذا فإنه ينبغي من أمانة عاصمتنا الجميلة وكل الأمانات أو بلديات المدن الأخرى التصدي لذلك ومعالجته بما يتفق مع النظام الذي صدر منذ سنوات. فالمطلوب في هذا المجال نظاماً ساهراً في المحافظة على نظافة المدن كما هو نظام المرور، فلقد نجح نظام ساهر المروري في الحد من الحوادث والتزام السائقين بالنظام على الرغم من وجود من يعارضه، وينبغي لنظام ساهر البلدياتي أن يقضي على ظاهرة إلقاء المخلفات والبصق في الشوارع والحرص على نظافة المدن. لقد سافر الكثير منا لدول متعددة ورأينا في بعض تلك الدول المتقدمة شوارع نظيفة وأنظمة وإجراءات تحد من إلقاء المخلفات ويجب ألا نقل عنهم، فلدينا من الإمكانات أزيد مما لديهم. إن مسؤولية نظافة الشوارع من المخلفات مسؤولية مشتركة بين المواطن والأمانة أو البلدية. فالمطلوب من البلدية أو الأمانة في هذا المجال ما يلي: - إنشاء صناديق صغيرة لإلقاء المخلفات في أعمدة الإنارة القريبة من الأرصفة والممرات حتى لا يكون للمواطن والمقيم عذراً في إلقاء المخلفات في الشارع. وهذه الصناديق شبة منعدمة في شوارع الرياض. - تعليق لوحات بقرب الإشارات تحث سائقي السيارات وركابها على عدم إلقاء المخلفات في الشارع. - وضع مراقبين بملابس خاصة ومعهم بطاقات رسمية تثبت طبيعة عملهم ومعهم قسائم مخالفات مهمتهم التجول في الشوارع لمراقبة التقيد بعدم إلقاء المخلفات وإذا تبين لهم قيام أحد سائقي السيارات أو ركابها بإلقاء المخلفات، فعليهم تسليم المخالف قسيمة المخالفة، أو القيام بتدوين رقم السيارة في حالة عدم وقوفها وتسجيل مخالفة على صاحبها، أو التنسيق مع إدارة المرور ليقوم رجاله أثناء أداء مهامهم بذلك. أما مسؤولية المواطن والمقيم فتتمثل في أن التزامه بعدم إلقاء المخلفات نابع من تعاليم دينه الحنيف الذي يحث على النظافة وعدم إيذاء الآخرين فعلى كل منهما التقيد بعدم إلقاء المخلفات في الشوارع أو الميادين أو الحدائق وأن يخصص حيزاً لذلك في سيارته يقوم بعد ذلك بإلقاء الموجود فيه من نفايات في المكان المخصص لذلك من قبل البلدية باعتبار ذلك يصب في مصلحة صحتنا وصحة أطفالنا وأسرنا ومجتمعنا ونظافة مدننا. [email protected] [email protected]