عندما يأتيني مريض بالعيادة يعاني من ألم بصدره، ألم خلف عضلة القص، كأنه ضغط على الصدر، يأتيه كلما قام ببذل أي مجهود، ويتلاشى عندما يستريح، فهذه هي الصورة الكلاسيكية لألم قصور الشرايين التاجية أو ما يعرف بالذبحة الصدرية. وعندما أقوم بإجراء رسم قلب لمريضي، هذا أثناء عدم قيامه بأي مجهود (أثناء الراحة) فإن تخطيط (رسم) القلب له يخرج بصورة طبيعية، عندها سألجأ إلى إجراء رسم قلب بالمجهود لكشف القصور الدموي بالشرايين التاجية لعضلة قلبه. وأشهر اختبار يمكن إجراؤه في هذه الحالة هو إجراء رسم القلب أثناء مشي المريض على السير، وربما نضطر أن نجعل المريض يركض على السير أثناء إجراء تخطيط القلب له، ونقوم برصد أي تغيرات في كهرباء القلب، لكن... ليست كل الحالات بهذه السهولة، لأن بعض المرضى لا يستطيعون الركض على السير بسبب إما سمنة زائدة أو مشاكل بالساق، إلخ...، كما أن هناك بعض المرضى لديهم بعض التغيرات المرضية التي يمكن أن تظهر في رسم القلب العادي التي تقلل من حساسية اختبار رسم القلب بالمجهود، لأنه من المعروف أن نسبة دقة اختبار رسم القلب بالمجهود تصل إلى 60%، كما أن قدرة هذا الاختبار على تشخيص المشاكل القلبية الطفيفة ضئيلة جدا. لماذا (الإيكو) بالمجهود؟ لذا فإن إجراء اختبار الموجات فوق الصوتية على القلب (الإيكو) بالمجهود الذي يسمى الموجات فوق الصوتية بالمجهود بعقار الدوبيوتامين Dobutamine Stress Echo (DSE) ما هو إلا اختبار آخر لإظهار القصور في الشرايين التاجية والتي لا تظهر في رسم القلب العادي أو رسم القلب بالمجهود، وذلك عن طريق حث عضلة القلب وإثارتها بزيادة استهلاكها للأكسجين بزيادة كل من قوة انقباضه ومعدل ضرباته. ويمكن إجراء مثل هذا الاختبار للمرضى الذين لا يمكنهم المشي أو الركض، والمرضى الذين يُظهر رسم القلب العادي لديهم بعض التغيرات، بالإضافة إلى قدرته على تقييم وظيفة البطين الأيسر عن طريق تقييم أداء صمامات القلب وقياس ضغط الشريان الرئوي. ويُعد اختبار الموجات فوق الصوتية على القلب (الإيكو) بالمجهود من الاختبارات المفضلة في النساء، وفي حالات تضخم البطين الأيسر، كما أنه الاختبار الوحيد الذي لديه علاقة وثيقة بالنتائج بعد إجراء عمليات جراحية للمرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين التاجية (إذا كان الاختبار سلبياً، فإن حدوث مضاعفات قلبية للمريض أثناء الجراحة تكون قليلة جدا، والعكس صحيح). مميزات وفوائد (الإيكو) بالمجهود وتتراوح حساسية ودقة هذا الاختبار من 86-90% في تشخيص قصور الشرايين التاجية والتي تقارب نسبة إجراء اختبارات التروية على القلب. أما الفائدة الثانية لهذا الاختبار هي أنه ضروري لاكتشاف حيوية عضلة القلب قبل عمليات الشرايين التاجية (كتركيب الدعامات)، وتكمن الفائدة الثالثة لهذا الاختبار في أنه ضروري لاكتشاف الاحتياطي الانقباضي في المرضى الذين يعانون من قصور في وظيفة البطين الأيسر، وفي أمراض صمامات القلب. أما الفائدة الأخيرة لهذا الاختبار فتتلخص في قدرته على اكتشاف حالات انتعاش عضلة القلب (Stunning الجزيرة Hibernation). (الإيكو) بالمجهود آمن تماماً ويعتبر اختبار الموجات فوق الصوتية على القلب (الإيكو) بالمجهود من الإجراءات الآمنة تماما في جميع المرضى تقريبا عدا الحالات التي تعاني من عدم انتظام ضربات القلب وحالات ارتفاع ضغط الدم غير مستجيبين للعلاج، كما يعتبر المريض البدين أو المريض الذي يعاني من مشاكل انتفاخية بالرئتين من المرضى المستبعدين من إجراء مثل هذا الاختبار إلا باستخدام مادة ملونة تقوم برسم الحافة الداخلية لبطانة البطين الأيسر. وختاما.. يُعد اختبار الموجات فوق الصوتية على القلب (الإيكو) بالمجهود من الاختبارات الآمنة والتي يُعتمد عليها في اكتشاف حالات قصور الشرايين التاجية، ومدى حيوية عضلة القلب، بالإضافة إلى تقييم حالة صمامات القلب، وحالة ضغط الشريان الرئوي. د. منى عادل - استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية