بحضور رسمي وأهلي واسع، رعى سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان علي عواض عسيري تدشين مركز استقبال النازحين السوريين في منطقة المرج - البقاع، وذلك خلال احتفال دعت إليه هيئة الإغاثة الإسلامية في فندق سفير في بيروت، حضره وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ووزير التربية الوطنية حسان دياب وأمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية إحسان صالح طيب والمديرة الإقليمية لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نينات كيللي ومسؤولين من مؤسسات المجتمع المدني ومجموعة من الطلاب السوريين الذين تكفلهم هيئة الإغاثة. بعد شريط مصور عن منجزات هيئة الإغاثة ألقى أمينها العام إحسان صالح طيب كلمة أشاد فيها بالمواقف الإنسانية التي يتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وبتوجيهاته السامية بشأن رعاية ومساعدة الأشقاء السوريين. كما ثمّن الجهود التي يقوم بها السفير علي عواض عسيري وسعيه الحثيث إلى التنسيق بين الجهات السعودية التي تقدم المساعدات وسهره على إيصالها إلى مستحقيها وشكر الحكومة اللبنانية الشقيقة على التسهيلات التي تقدمها لهيئة الإغاثة الإسلامية. ثم ألقى السفير عسيري كلمة، رأى فيها أن «أجمل اللقاءات هي التي تتم على الخير والمودة، وأجمل الأعمال، أعمال البرّ، والعطاء، ووقوف الأخ إلى جانب أخيه». أضاف: «وهذا ما دفعنا إلى اللقاء بكم اليوم بدعوة كريمة من هيئة الإغاثة الإسلامية التي سارعت - منذ بداية أحداث سوريا - إلى تلبية النداء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، ومدّت يد العون إلى الأشقاء السوريين النازحين في لبنان بالتنسيق والتعاون مع الحكومة اللبنانية، فقدمت لهم المواد الغذائية والرعاية الطبية في المستوصفات والمستشفيات اللبنانية، وأسكنتهم في مراكز مجهزة بكافة المتطلبات المعيشية، وكفلت عددا كبيرا من أبنائهم الطلبة كي لا يبتعدوا عن مقاعد الدراسة، وهي لا تزال تبلسم جراحهم وتوسّع لهم البيوت وترسم على وجوه أطفالهم الابتسامات وتمسح الدموع». وقال عسيري: لن أعيد عرض منجزات الهيئة في كافة مجالات المساعدة التي قدمتها، لكن لا بد لي من توجيه أصدق عبارات الثناء وأعطرها إلى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية ولسعادة الأستاذ إحسان صالح طيّب أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية ولحضرة الأستاذ عبد الكريم الموسى مدير مكتبها في لبنان للجهود الكبيرة التي يبذلونها مع فريق عملهم لإيصال رسالة المحبة والأخوّة من كل مواطن سعودي إلى الأشقاء السوريين، كما لا بد لي من توجيه عبارات الثناء أيضا لسعادة العميد إبراهيم بشير أمين عام الهيئة العليا للإغاثة الذي بتعاونه الدائم يؤمّن أفضل التسهيلات لإيصال المساعدات إلى مستحقيها. وأشار إلى أن مركز الاستقبال الذي سيتم افتتاحه في بلدة المرج البقاعية سوف يقدم خدمات أساسية للنازحين، وسيكون مقرا مؤقتا لهم يستقبلهم فور وصولهم إلى لبنان ليتسنى لهم الانتقال فيما بعد إلى أماكن أفضل إلى حين عودتهم إلى ديارهم. مؤكداً أن المركز المذكور «لن يكون الفصل الأخير في حملة المساعدات لأن هيئة الإغاثة الإسلامية تدرس إمكانية إنشاء مراكز مماثلة في مناطق أخرى عند الضرورة لتلبية احتياجات الأشقاء السوريين إضافة إلى نشاطها اليومي في المجالات الصحية والغذائية والسكنية والتربوية، وتفكيرها المستمر في كيفية توفير المساعدات الضرورية للمرحلة الآتية». وتابع قائلا: حين نتطلع إلى المشهد الذي نتفاعل فيه الآن، ماذا نرى؟ نرى مواطنين سعوديين يساعدون مواطنين سوريين على ارض لبنان في جو من التضامن العربي الأخوي الصادق. لقد نذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- نفسه لخدمة الشعوب العربية وقضاياها، حتى قبل أن يعتلي عرش المملكة العربية السعودية، وهو يشعر بمسؤولية أخوية ودينية وأخلاقية تجاهها، وليس صدفة أن يكون دائما أول من يسارع إلى اتخاذ المواقف السياسية والمبادرات الإنسانية التي تخفف من معاناة هذه الشعوب وما إصداره توجيهاته الكريمة بمساعدة الأشقاء السوريين في دول الجوار تركيا ولبنان والأردن سوى تأكيد على هذا النهج الإنساني الأخوي الذي يتبعه والذي تسير عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، والذي جعل الشعوب العربية والإسلامية تطلق عليها بحق لقب مملكة الخير والإنسانية. وختم السفير عسيري: «إلى أبناء سوريا نقول، إن كل ليل يعقبه نهار، وإلى أبناء لبنان أنهم سيبقون رمزاً للضيافة والأخوة الحقّة، والى أبناء المملكة العربية السعودية إنهم سيبقون رمزاً للأصالة والكرم». بعد ذلك دعا السفير عسيري الوزراء ومسؤولي هيئة الإغاثة الإسلامية إلى تدشين مركز استقبال النازحين في البقاع وأزيحت الستارة عن لوحة أعدت خصيصاً للاحتفال سيتم نقلها إلى المركز المشار إليه. وجرى خلال الحفل توقيع ثلاثة بروتوكولات تعاون بين الهيئة وقطاعات خدماتية.