الكثير هنا يعتقد أن الإجابة هي نعم، ولكن قد تكون الإجابة على سؤال كهذا معقدة لأن جميع التكهنات حول مستقبل السينما الأمريكية لا تعدو إلا كونها افتراضات وليست مبنية على حقائق علمية وتحليلات تجعل التوقعات ثوابت، ولا شك أن صناعة السينما في أمريكا عانت الكثير من الاقتصاد الأمريكي المشلول كلياً والذي لا يستطيع أن ينقذ نفسه طوال السنوات السابقة، حتى مع محاولات حكومة أوباما إنعاش الاقتصاد الأمريكي، لا يزال هناك الكثير من المشاكل الاقتصادية والتي أضرت بالكثير من المصالح المتعلقة بالاقتصاد والسينما منها بلا شك، كيف تأثرت السينما بالأزمة الاقتصادية؟. المنتجون في هوليود في السنوات الأخيرة وخصوصاً بعد عام 2009 مع الأزمة المالية أصبح لديهم تخوف حول انهيار الأستوديوهات بسبب ارتباطها بممولين لهم علاقة بالصناعة الأمريكية بشكل عام، فتحول المنتجون نتيجة هذا التخوف إلى مجرد رجال أعمال ينظرون للربح المادي من خلال صناعة السينما قبل كسب رضا النقاد أو المتذوقين للجمال في السينما من الجمهور والذي يُعتبر هو الرافد الأول والذي يضمن استمرار عجلة السينما الأمريكية والتي بدأت مع بداية القرن الماضي واستمرت بفضل النظرة التجارية والمتوازنة نوعاً ما مع النظرة الفنية والفكرية في الأفلام. ما يواجهه المخرجون والممثلون والفنانون داخل هوليود حالياً أشبه بالحرب الخفية مع ملاّك الأستوديوهات والمنتجين أصحاب النفوذ، هناك اشتباكات غير علنية حول تحول الفريق الأخير إلى مجرد «بزنيس مين» لا يفكرون سوى بالمادة فقط، وهذا التوجه يهدد مستقبل هوليود على المدى البعيد كما يرى الفريق الأول. وهناك عدة إشكاليات تواجه العديد من المخرجين من خلال ممارسة ممنهجة عليهم لتغيير أفكارهم من فنية فكرية نخبوية بحتة إلى تجارية مضمونة الربح وسطحية أحياناً، ولهذا يتم الضغط على مخرج بقيمة كريستوفر نولان بتحويل أفلامه لتقنية ثلاثية الأبعاد «حتى مع تحقيقه أرباحاً عالية» في أفلامه السابقة التي لم يتم تصوير أحدها بتقنية ثلاثية الأبعاد، ولهذا أيضاً يتم الضغط على منتج كتوم كروز من أجل المشاركة في جزء لا فائدة منه لسلسلة مهمة مستحيلة. وبسبب جشع المنتجين انسحب المخرج بول غرانغراس والممثل مات دايمون من المشروع الجديد في سلسلة بورن لأنهما يعرفان جيداً أن السلسلة انتهت مع نهاية الجزء الثالث على عكس المنتجين والذين ينظرون لسلسلة على أنها طريقة سريعة للربح ويتعاملون معها كما تعامل المنتجون مع سلسلة روكي والتي أنتجت منها العديد من الأجزاء حتى عزف منها الجمهور وسببت لهم تشبعاً من ظهور بطلها الممثل سلفستر ستالوني، وبهذا أنهى المنتجون الأغبياء مسيرته بسبب جشعهم على الرغم أن بداياته كانت جيدة قبل أن يتكرر مرات عديدة في سلسلة رامبو و روكي. الكثير من المتابعين هنا يرون أن ما يحدث حالياً في هوليود هو طبيعي مثله تماماً مثل فترة منتصف الثمانينيات والتي شاعت فيها أفلام الآكشن الرخيصة والرعب المبتذلة، قبل أن يأتي عقد التسعينيات الذهبي والذي يُعتبر بنظر البعض هو أفضل عقد في تاريخ هوليود من ناحية غزارة الإنتاج الراقي.