الولايات المتحدة - عبدالمحسن المطيري مع الإعادة لعرض فيلم (تايتنك) بتقنية ثلاثي الأبعاد وسبقها إعادة لفيلم الأسد الملك العام الماضي بنفس التقنية، يبدو أن هوليود تدخل فعلياً مرحلة الإفلاس والتي أصبحت واقعاً لا مفر منه خصوصاً مع الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأمريكا في السنوات الأخيرة. هوليود ومؤسساتها الضخمة وعلى الرغم من الأرباح الخيالية التي حققتها العديد من الأفلام والتي جاوزت بعضها المليار دولار لا زالت بشكل غير مفهوم تصر على إصدار أجزاء مكررة من أفلام حتى لم تحقق أي نجاح نقدي وأحياناً غير جماهيري، أيضاً بشكل يجعل البعض يتبنى بسقوط مدوي لهوليود قريباً لا زالت الكثير من الإستوديوهات تغفل جانب الابتكار في مقابل إعادة الإصدار. هناك العديد من الأفلام التي نجحت سواء الكلاسيكية أو من خارج أمريكا حرصت هوليود على إعادة إصدارها بشكل حتى سيئ من ناحية التنفيذ الفني والفكري، لأن هناك الكثير من الإعادات في هوليود تكون فاشلة على عكس القليل منها مثل (دع الشخص المستهدف يدخل)، (فارس الظلام) و(الراحلون). ومع موجة إعادة الأفلام بصيغة ثلاثي الأبعاد نجد أن هوليود تعيش أزمة فعلية ليست على مستوى شح النص، بل على مستوى التفكير التجاري المحض والذي من الممكن أن يؤدي لنتائج كارثية. يجب على هوليود أن تعيد النظر في سياسة تمويل الأفلام وجدولة الأهمية والتراتبية في دعم صناع الأفلام، نصاً مثل (الأطفال كلهم بخير) يحتاج لمثل خمس سنوات لتمويله على الرغم من جماليته الفنية، وبطلب وحيد من قبل منتجي (إيرن مان) لإصدار جزء ثالث جديد ليحصل على الموافقة الفورية من أول اجتماع على الرغم من تواضع الجزء الثاني منه، هناك أزمة قد تعقبها عاصفة إفلاس لا يمكن أن تتجاوزها هوليود بسهولة. ولتفادي دخول مرحلة اللا عودة يجب أن تتم إعادة النظر في من يصدر القرارات داخل استوديوهات هوليود ومن يتحكم من الداخل، هل هم الفنانون أن رجال الأعمال؟.. فلا يمكن أن يتعايش الفن أن تم التحكم به والحكم عليه من خلال تجار لا هم لهم سوى مشاهدة الأرقام الفلكية بعيداً عن التقييم الفني والابتكار ودعم المبدعين. وعلى رجال هوليود تذكر التاريخ جيداً عندما أصر جيمس كامرون على تمويل (التايتانيك) في وقته الذي اعتبر من قبل الكثير مغامرة، وحقق الفيلم في وقته أعلى أرباح في التاريخ ثم جاء بعده فيلم (افتار). وهناك العديد من التجارب غير تجربة ال(تايتانيك) على هوليود أن يأخذوها بعين الاعتبار مثل (حديقة الجواريسة) و(الملك الأسد) ومؤخراً (استهلال) والذي شكك الكثير من المراقبين بنجاحه بسبب غموض الفكرة ولكن بنظرة فنية وبعد نظر للمخرج كريستوفر نولان مع ثقة الإستديو العمياء بما يقدمه شاهدنا واحداً من أفضل إنتاجات السنوات الأخيرة، لتتأكد المقولة أن الثقة العمياء إن صرفت للمبدعين والمبتكرين قد تصنع فيلماً يحقق أكثر من 800 مليون دولار أمريكي.