لطالما ارتبط الشعر الفصيح وصنوه الشعبي على مر العصور بكل شأن في الحياة على تنوع مواقفها حلوها، ومرها في السراء والضراء، وهذا أمر بدهي لا يغيب عن فطنة كل ناقد متخصص، أو متذوق للشعر، أو في المقابل راصد لمواقف الرجال المشرفة الذين وثق الشعر مواقفهم الكبيرة المؤثرة إما بالتنازل عن دم، أو حق خاص، أو موقف ذي صلة بالجاه يقول الشاعر أبو تمام: وَإذا امرْرُؤٌ أسْدى إلَيْكَ صَنِيعَةً مِنْ جَاهِهِ فَكَأنَّهَا مِن مَالِهِ ولبيان الشعراء فعل السحر (إن من البيان لسحرا) بما وهب الله منطقهم من العمق وتوظيف كل الأسباب في المواقف التي تؤدي إلى نتائجها بدقة بالغة وهو ما لم يتيسر لغيرهم في علم - البيان والمعاني والبديع -. يقول الشاعر حسان بن ثابت: إذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالاً لِقَائِلٍ بِمَلْتَقَطاتٍ لاَ تَرَى بَيْنَها فَصْلا كَفَى وشَفَى مَا فِي النُّفُوسِ وَلَمْ يَدَعْ لِذِي إرْبَةٍ في القَوْلِ جَدًّا وَلاَ هَزْلا الشيء الذي بدوره يحسب للشعر ولكم سجّل الشعراء في سياق نص قصائدهم فضل المعنى المشار إليه يقول الشاعر علي بن الجهم: وَعَاقِبَةُ الصَّبْر الجَمِيلِ جَميلَةٌ وأفْضَلُ أخْلاَقِ الرِّجالِ التَّفضُّلُ ثم إن من يتفاعل مع الشعر الجزل في المواقف هو من يوازي في مضامينه الرفيعة الشعر في محتواه الراقي إذا وجِّه له، يقول الشاعر سلطان الهاجري: ماهوب لابس ثياب العز عاريّه المرجله من صغر سنِّه ملاَزمْهَا وقفة: من احدى قصائدي القديمة: بعض المواقف طيبها ماله حدود أبعد من نجوم السماء في مداها يقوله اللي يبخص النقص.. والزود لا قال كلمه.. خابرٍ وش وراها [email protected]