هنا ارتميتُ .. ؛ وثارتْ كل أشجاني يا طائرَ الشوق .. عَجِّلْ .. إنني كَلِفٌ بحبِّ ولَّادةٍ .. والشوقُ أضناني ..؟! أنا ابنُ زيدون في عشقي وفي ولهي بي .. ما به من شؤونٍ تدفع العاني ما زرتُ إسبانيا .. بل زرتُ أندلساً فيها .. أُعانق مجداً سوفَ يلقاني دخلتُ إشبيليا .. فاستعجمتْ لُغتي ثُمَّ انحنيتُ .. ومادتْ كُلُّ أركاني رأيتُ مسجدَها .. ضاعتْ ملامحهُ قهراً .. فطاحتْ نياشيني ؛ وتيجاني أصغيتُ لابن نُصَيْرٍ .. حين عاتبني أجبتُ صقرَ قريشٍ .. حين ناداني هنا تذكرتُ أجدادي .. وقد طَفِقُوا يَبْنُونَ مجداً لنا بالأحمر القاني وعند غرناطةٍ .. أخفيتُ أسئلتي وطفتُ في قصرها كالهارب الجاني صرختُ في شارع الحمراء حين بدا رصيفهُ.. قلتُ: لا.. ما أنت إسباني إني فقدتُ صوابي عند قرطبةٍ فكيف أَعْدِلُ أشعاري؛ وأوزاني..؟! قرأتُ ديوانَ أشعارٍ هُنَا - كُتِبَتْ فأبحرتْ في شراع الْهَمِّ - ألحاني قصيدتي هذه فاضتْ على ورقي وحبْرُهَا الدمعُ .. إذْ صَبَّتْهُ أحزاني يا طارقَ ابن زيادٍ .. إنني رَجَلٌ فقدتُ في الدَّرْبِ أنصاري وأعواني يا أيها القائدُ المغوارُ.. صُبَّ لنا كأسَ الشجاعة والإقدام في الحانِ لا أبتغي خَمرةً في الكأس تسكرني بل أبتغي صحوةً كُبْرى - لندماني كل الذين أتوا من بعدك - انفرطتْ عقودُ وحدتهم في كل ميدانِ أحفادك انطلقوا من كل ناحيةٍ وراء لذَّاتهمْ في المركب الفاني تراجعوا عن فتوحاتٍ .. وألويةٍ وضيعوا المجد بين الحانِ والمانِ وضاع أندلسٌ كنتَ افتتحتَ لهم أبوابَهُ .. أيَّهذا الفاتح .. الباني ..! واليومَ .. أصبحَ جُرْحُ القوم منهمراً شلَّالهُ بين قحطانٍ .. وعدنانِ .. ! تقطَّعتْ بهم الأسبابُ وانقسموا في الدَّرْبِ بين أصوليٍّ .. وعَلماني في ظل أوضاع أوطانٍ لنا اشتعلتْ حرباً .. تَعَهَّدَهَا غربٌ تحداني وجدتُ فردوسَنَا المفقود - مرتهناَ وحين ناجيتُهُ بالشعر .. حيَّاني قرأتُ فيه تباريحاً .. وأسئلةً عني .. وعن كل أحبابي وجيراني فأجهشتْ بالبكاء المر - أوردتي ماذا أقول لهُ والخزي يغشاني..؟! كم كنتُ أفخرُ بالفردوس.. أقرؤه وحين شاهدتُهُ بالعين - أبكاني أبكيكَ يا أيها الفردوسُ - منكسراً وبين جنبيَّ .. تعلو نار وجداني سأنتمي لكَ .. حتى نستفيقَ على جراحنا .. ونُداوي جُرْحَنَا الثاني سأنتمي لكَ .. حتى نستفيقَ على حجم الخسارة في ديني وإخواني سأنتمي لكَ .. حتى تنجلي سُحُبي وتعتلي شُهُبي عن كل أدراني سأنتمي لكَ .. حتى ترتقي لغتي سأنتمي لكَ في سري وإعلاني تشدُّني لزمان الوصل - ملحمةٌ من التواشيح .. لم تكتبْ لفنانِ لأن أندلساً.. أختي ومُلهِمتي لها حملتُ تشاكيلي وألواني لأن أندلساً.. عِشقي؛ ومُنطلقي تمايلتْ بنضيد الشعر - أغصاني أحُبُّها .. بل أُغالي في محبتها والحبُّ يأمرني دوماً - وينهاني فللجدود على جدرانها - أثرٌ يُثيرني ويُغذِّي نهرَ تَحناني هذا أنا رَهْنَ عينيها وساعِدِها ومستحيلٌ إذا غادرتُ - تنساني - إسبانيا