فاصلة: (لكي تصبح الكذبة حقيقة يكفي ترديدها ثلاث مرات) - حكمة عالمية - ماذا يحصل لنا في تعاملنا مع القيم؟ هل اعتدنا ممارسة الكذب حتى أصبح مع الوقت هو الصدق؟! هل أصبحنا نمارس الزيف حتى أصبح مع الوقت هو الحقيقة؟! في عالم تويتر سقطت آلاف الأقنعة لشخصيات عامة، ومع ذلك ما زالوا يعيشون كما لو أن وجوههم حقيقية بلا أقنعة!! أن يسرق داعيةٌ مؤلَّفاً لامرأة وتقاضيه، ثم يستمر الداعية في الظهور في وسائل الإعلام، وكأن شيئاً لم يكن كارثة كبرى على استهتارنا بالقيم والمثل العليا! أن نكتشف أن هناك أكثر من شخصية عامة تحمل شهادة علمية من جامعة وهمية، وتنتشر في مواقع الإنترنت أسماؤهم وصورهم والمستندات التي توضح حصولهم على شهاداتهم من جامعات وهمية، ويظل المحامي ممارساً لعمله يدافع عن الحق، وهو متلبس بالكذب ويستمر أستاذ الجامعة يدرس طلابه الأخلاق وهو لم يمارسها، وتظل المستشارة في مجلس الشورى تقدم استشاراتها وفكرها مزيف ويُدرب المدرب المتدربين على تطوير الذات، وهو لا يعرف معنى احترام الذات، ويطل الإعلامي عبر القناة الفضائية وعبر زاويته في الصحيفة يحدثنا عن القيم وهو أول من سحقها. هل وصلَ بنا تقديس الشخصيات العامة إلى هذا الحد، أو هو التبلّد الذي أصابنا من كثرة ما سقطت الأقنعة أمامنا؟ كيف نقبل أن نتعاطى مع الزيف على أنه واقع ونتأقلم معه، ونتجاهل كم الآثار المادية والمعنوية المترتبة على وجود شخصيات عامة مزيفة لا تستحق التقدير، ومع ذلك نسمح لها بأن تحدث التأثير في حياتنا وعلى مستوى وسائل الإعلام التي لها التأثير والأثر الكبير في حياتنا. ما الذي يجعل هؤلاء المزيفين بيننا في ذات مكانتهم الاجتماعية بعد أن انكشف زيفهم؟ هل هو التشكيك في مصداقية أدوات كشف الزيف؟ فما نقول عن حادثة الداعية الذي سرق أكثر من مؤلَّف، بل وكسبت السيدة التي سرق كتابها القضية وحصلت على تعويض مادي؟ هل سيتكرر المشهد الآن مع حملة الشهادات الجامعية الوهمية؟ ملحوظة: أعتذر للدكتور موافق فواز الرويلي، فقد ذكرت اسمه غيرَ صحيح في مقالتي المنشورة بعدد يوم الجمعة الماضي 7-12-2012م. أكرر اعتذاري له، ودعواتي بالتوفيق في حملته لكشف أصحاب الشهادات الوهمية. [email protected]