تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تُختتم مساء الأحد الخامس والعشرين من شهر محرم 1434ه في رحاب المسجد الحرام فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خلال الأيام الماضية. وقد شارك في المسابقة (164) من أبناء الأمة الإسلامية, وشهدت تنافساً قوياً بين ناشئة وشباب الأمة على مدار أيامها في حفظ وتلاوة وتفسير وتجويد كتاب الله. وبهذه المناسبة رصدت «الجزيرة» انطباعات عدد من المشاركين الذين تنافسوا على مائدة القرآن, مشيدين في بداية هذه الانطباعات بالدور الذي اضطلعت به المملكة منذ نشأتها، المتمثل في خدمة كتاب الله ونصرة الإسلام والمسلمين ودعم كل عمل إسلامي فيه رفع شأن الإسلام وتحقيق التآلف بين المسلمين في كل مكان، ومن ذلك الحرص على جمع ناشئة وشباب الأمة الإسلامية على مدار أكثر من ثلاثة عقود من الزمن للتنافس في القرآن الكريم وحفظه وتجويده وتفسيره. لا تعارض مع الدراسة يقول المتسابق موسى بن ثاقب باقب من بنين، البالغ من العمر 22 عاماً، والمشارك في الفرع الثاني، وهو حافظ القرآن كاملاً، إنه أتم حفظ القرآن خلال خمس سنوات, وهو ينوي دراسة السُّنة النبوية الشريفة, ولا يوجد أي تعارض بين حفظ كتاب الله وتحصيله الدراسي؛ حيث إنه يقوم بحفظ القرآن في الليل وبعد الفجر، مخصصاً بقية الوقت لدراسته وتحصيله العلمي. وسأل الله تعالى أن يوفقه لتدريس القرآن الكريم للآخرين كما درسه على يد أساتذته. وأعرب عن شكره لولاة الأمر في المملكة على ما يقدمونه من جهود في هذه المسابقة, مثنياً في الوقت ذاته على النهضة الحضارية في المملكة. عظيم الشكر وبيّن المتسابق أنس بن سليمان بن مبارك الهرجاني من الدنمارك، البالغ من العمر (14) عاماً, المشارك في الفرع الخامس، أنه يحفظ ربع القرآن, وأتم ذلك في سنتين من خلال الدراسة في المسجد, ولم يجد صعوبة في التوفيق بين الدراسة في المدرسة وتعلم كتاب الله في المسجد «وقد كانت بدايتي في الحفظ في المنزل، ثم واصلت في المسجد، وأسأل الله أن أكون ممن تخلق بأخلاق القرآن ونشر رسالته». وأضاف بقوله: إن ما وجدناه في المملكة من ولاة الأمر والمسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية أمر عظيم، يشكرون ويؤجرون عليه؛ حيث إن ما يقدَّم للفائزين والمشاركين في المسابقة من جوائز وحوافز حثٌّ وتشجيع للأجيال من أجل الإقبال على القرآن الكريم, وهذا بحد ذاته هدف وغاية. معرباً عن فخره وسروره وابتهاجه بالمشاركة في المسابقة وأداء العمرة ومشاهدة التوسعات الكبيرة التي نُفِّذت لخدمة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. تقسيم الوقت ويشير المتسابق محمد إحسان الدين نعمان من بنجلاديش، المشارك في الفرع الثالث, والحافظ للقرآن الكريم كاملاً, إلى أنه أتم حفظ القرآن قبل ست سنوات, وأنه لم يجد أي تعارض بين دراسته العلمية وتعاهده القرآن الكريم «وقد قسمت الوقت بين حفظ كتاب الله والدراسة العلمية, وبدأت حفظ القرآن الكريم من الطفولة. ومما شجعني في زيادة حفظي من كتاب الله رغبتي في المشاركة في هذه المسابقة وزيارة الأماكن المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وأداء العمرة وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم , وأتمنى من الله أن أكون داعياً للإسلام وناشراً لدين الله». ومضى المتسابق يقول: إن القرآن الكريم دستور لكل مسلم، وهو نور مبين، أنزله الله سبحانه وتعالى على المصطفى صلى الله عليه وسلم ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور. ناصحاً إخوانه أبناء الأمة الإسلامية بأن يحرصوا على تلاوة القرآن، وأن يحفظوه حتى ينالوا الفضل والثواب من الله عز وجل , ومشيراً إلى أن أسهل الطرق لحفظ القرآن كثرة التكرار، وحفظ مقدار معين يومياً. ووصف الجوائز المقدمة للمتسابقين بأنها تثلج الصدر، ويفتخر بها المسلم، وهي خدمة عظيمة تقدم للفائزين «وإنني أتمنى أن أكون من المرشحين الذين يحصلون على منحة للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة. وأخيراً أثمن جهود المملكة العربية السعودية من صميم قلبي في خدمة الإنسان مع الدعاء لهم بتوفيق والسداد». ثلاثة أوقات ويقول المتسابق إسماعيل إبراهيم من غانا، البالغ من العمر (12) عاماً، ويحفظ القرآن كاملاً، والمشارك في الفرع الثاني: «إنني أتممت الحفظ في سنتين، وطموحي مستقبلاً دراسة السُّنة النبوية وغيرها من الدراسات الإسلامية. وكان برنامجي اليومي مقسماً إلى ثلاثة أوقات، وقت لدراسة اللغة العربية صباحاً لمدة ثلاث ساعات, ثم الإنجليزية لمدة أربع ساعات, ثم الالتحاق بحلقة تحفيظ لمدة أربع ساعات, وبهذه الطريقة استطعت أن أنظم وقتي بين دراسة اللغتين، وحفظ كتاب الله, وأحمد الله أن وفقني للمشاركة في هذه المسابقة هذا العام, وقد كان هذا دافعاً لي لحفظ كتاب الله, وأنصح إخوتي بتقوى الله قبل كل شيء, ثم الحرص والجد على الحفظ والاستعانة بالله على كل عمل». وأردف يقول: من الصعوبات التي واجهتني خلال الحفظ أنني أنطق العربية ولا أفهمها, وكنت أواجه ما يسمى بضيق ذات اليد «الفقر»، ولكن تغلبت عليه بالصبر والاستعانة بالله ثم الجد, وأتمنى أن أكون بإذن الله في المستقبل خادماً لكتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وفي ختام حديثه قال المتسابق الغاني: إنني فرحتً فرحاً كثيراً، وشعرت بالفخر والاعتزاز حينما وصلت للأراضي المقدسة, وزاد هذا الفرح حينما رأيت هذه التوسعات الكبيرة في الحرم المكي, أسأل الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، ويسعده في الدارين. داعية إسلامي ويوضح المتسابق عبدالحق بن عبدالرحمن الخياطي من هولندا, البالغ من العمر (22) عاماً, والمشارك في الفرع الرابع: إنني أتممت حفظ عشرين جزءاً من القرآن الكريم؛ حيث كان والدي يقوم بتعليمي وتحفيظي القرآن الكريم منذ الصغر, وأطمح إلى أن أكون داعية إسلامي وعالماً شرعياً. مبيناً أن الوقت المناسب له لحفظ القرآن هو بعد صلاة الفجر مباشرة. وأعرب عن فرحته بالجوائز المقدمة, وأثنى على المملكة العربية السعودية وجهودها في خدمة القرآن الكريم، وبيَّن أنه لا يوجد بلد يبذل مثلما تبذل المملكة في الدعوة. الاستفادة من الأصدقاء ويقول المتسابق رضوان فاروق محمد بافادين من جنوب إفريقيا, البالغ من العمر (17) عاماً, ويحفظ كتاب الله كاملاً: إنني أتممت حفظ القرآن في سنة ونصف السنة. موضحاً أن حفظ القرآن لا يتعارض مع التحصيل العلمي؛ حيث إنه خصص وقتاً بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، يتعلم فيه القرآن، وبعد الساعة الثالثة عصراً حتى صلاة المغرب، وبقية اليوم يتركه للتحصيل الدراسي. ومضى يقول إنه يختار أصدقاءه من الذين يستفيد منهم عندما يخطئ، ويستفيد من دينهم وأخلاقهم. مؤكداً أن حفظ كتاب الله يحتاج إلى إرادة قوية، والوقت الأيسر والأفضل والمناسب للحفظ بعد صلاتَيْ الفجر والعصر.