أجمع لفيف من أصحاب الفضيلة رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة على أهمية تفاعل وسائل الإعلام المختلفة من مسموعة ومرئية ومقرءوة مع المسابقات القرآنية سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مؤكدين أن هذا التفاعل أمر حيوي لإبراز مثل هذه المسابقات التي يتنافس المشاركون فيها على أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون وهو كتاب الله العظيم النور والهداية، والسراج المنير قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.. وقدموا في سياق أحاديثهم ل «الجزيرة» بمناسبة الدورة الرابعة والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في رحاب الحرم المكي الشريف في الثامن عشر من شهر محرم الجاري - مجموعة من المقترحات لتطوير وإبراز المسابقات القرآنية بكافة مسمياتها. ملتقى قرآني ففي البداية، قال رئيس الجمعية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور علي بن سليمان العبيد: لا يخفى على المتابع ما تشهده المسابقات المحلية والدولية التي تقام في المملكة من تطور مطرد في جوانب متعددة ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية تعد رائدة المسابقات الدولية التي تقام في بلدان شتَّى من عالمنا الإسلامي، وأن المحافظة على ما وصلت إليه الجائزة من ريادة، وتميز يدعونا إلى بذل مزيد من الجهد والتطوير وخاصة في الجوانب الإعلامية والحاسوبية والتنظيمية وتفعيل دور المسابقة في خدمة المجتمع والحرص على فتح قنوات تواصل مع من فازوا بجوائزها طيلة مسيرتها، ولعل ذلك يكون بعمل ملتقى قرآني لهم، أو دعوتهم لحضور فعاليات المسابقة في أعوامها القادمة إن شاء الله تعالى. التفعيل الإعلامي وشدد رئيس الجمعية بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب على أهمية تفعيل المسابقات القرآنية إعلامياً بشكل أوسع لتحقيق الخيرية الواردة في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). زيادة المرشحين واقترح رئيس الجمعية بمنطقة عسير الشيخ محمد بن محمد البشري زيادة عدد المرشحين للمسابقات القرآنية وعدم الاكتفاء بمرشح واحد لكل فرع. تكريم الفائزين أما رئيس الجمعية في منطقة الحدود الشمالية الشيخ عواد بن سبتي العنزي فقد اقترح زيادة فروع المسابقات لاستفادة أكبر عدد من المشاركين، والاستفادة من الفائزين بالمسابقات وتعينهم كمحفظين للقرآن الكريم، وأن تقوم الجمعية بعمل حفل خاص للطالب الذي فاز بالمسابقة لتكريمه وحث زملائه على المشاركة في هذه المسابقات ويدعى جميع طلاب الحلقات والمنتسبين للجمعية لكي يرى الجميع جني ثمار الجمعية. مسابقات في المناطق ويؤكد رئيس الجمعية في منطقة الجوف الشيخ علي بن سالم العبدلي على أهمية تنظيم مسابقات على مستوى المناطق تتبناها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ويوضع لها الجوائز تمهيداً للمشاركات في المسابقات الكبرى. الاستثمار الاحترافي واستهل رئيس الجمعية في مدينة الباحة الشيخ مجثل بن صالح الغامدي حديثه قائلاً: إن المسابقات القرآنية ذات أهمية كبيرة في مسيرة حياة الأمة الإسلامية لجميع أفرادها وبكل مستوياتهم وجنسياتهم وفئاتهم العمرية، ولتكون هذه المسابقات جاذبة من ناحية الإقبال عليها، ومفيدة من ناحية أخرى لربط الأمة بكتابها الكريم - القرآن الكريم - نقترح لتطويرها أن نستثمر سائر الوسائل الإعلامية المتاحة من تلفزة وإذاعة وصحافة رقمية وإلكترونية لمخاطبة جميع الإدارات الحكومية والمؤسسات الأهلية، للمشاركة والحضور لحلبات التنافس وحفلات التكريم، على أن يكون ذلك الاستثمار احترافياً يظهر المسابقة في أحلى حلة، معدداً خيرتها، وفوائدها، ومزاياها، وجوائزها، مؤكداً أهمية الدعم المالي السخي بحيث لا يقتصر على المتسابقين فقط؛ بل يشمل سائر القائمين على المسابقة في جميع مراحلها، بدءاً من التخطيط والتنظيم والإعلان والتنفيذ انتهاءً بالتكريم. كما أكد - في ذات الوقت - على الدعم المعنوي وذلك بمخاطبة الجهات التي يشرف منسوبوها على المسابقات القرآنية حتى يتحقق لهم بعض التفرغ والسماح بالسفر - إن تطلب الأمر - أسوة بسائر المناشط الرسمية التي تشرف عليها الدولة حفظها الله، وفي نهاية المسابقة ترسل خطابات الشكر للجهات المشارك منسوبوها في الفعاليات العامة للمسابقات القرآنية. وطالب بالعناية بالمشرفين على المسابقات: ويتحقق ذلك بعقد ورش العمل بين المعنيين بتنظيم المسابقات في المنطقة الواحدة لتبادل الخبرات واستخلاص الجديد المفيد منها، ثم نقلها إلى لقاءات على مستوى المملكة للاستفادة من تلك الخبرات المجمعة على مستوى المناطق مما يسهم في تطوير المسابقات، وكذا العناية بالمتسابقين بإبرازهم في مجتمعهم المدرسي والمجتمعي، وإعداد البرامج القرآنية المتقدمة بإشراف المهرة من المعلمين والمشرفين مما يساعد الطلاب على جودة الحفظ وحسن الأداء وإتقان الأحكام، وكسر حاجز الرهبة لدى بعض الطلاب بالتدريب على مواجهة الجمهور ومحاكاة لجان التحكيم للمسابقات المحلية والدولية. كما اقترح الشيخ مجثل الغامدي أن يرشح من كل منطقة مسئولا من إحدى الجمعيات الخيرية وذلك لإعداد رحلة خارجية لبعض الدول الإسلامية المعنية بالمسابقات القرآنية العالمية للوقوف على برامجهم القرآنية، ومسابقاتها المحلية والدولية مما يثمر في اكتساب أساليب جديدة تضاف إلى ما لدينا من خبرات وطرائق لتطوير المسابقات القرآنية، على أن تكون الرحلة بإشراف وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى نفقتها.