فاصلة: (الذاكرة دوما تحت إمرة القلب) - حكمة عالمية- في الغربة يحدث أن تستيقظ من النوم لتشعر بالحنين هكذا بدون مقدمات كأنك لم تكن نائم إنما كنت في رحلة إلى مدينتك التي اشتقتها. الشارع الذي تسير فيه كل يوم تجده طويلا ومملا ولا تسمع صوت العصافير التي تغني كل صباح وكأنها صامتة،ووجوه الجيران والمارة ليست كما تراها كل يوم باسمة. كل الصور التي تراها هي بيتك الذي تركته وأشياؤك الصغيرة التي كانت أغلى الأشياء لديك. في الغربة يحدث أن تمشي في الشوارع دون أن يكون لديك هدف فقط لتهرب من حنينك إلى حيث لا تعلم. بيتك وجدرانه وأثاثه، غرفتك وكتبك أوراقك جمادات لا تعني شيئا إلا لك. اجتماعات الأهل والأصدقاء وحنين إلى ساعات طوال بلا عنوان غير الضحك والذكريات ومع ذلك فالحنين ليس دائما للأشخاص يوجد حنين للذكريات... لأيام مضت لأنها ماض فلن تعود إنما تشتاقها. في الغربة حيث الحياة المختلفة والإيقاع السريع، والمسئوليات المتراكمة تحتاج إلى الهدوء. في الغربة أفتقد وجه أبي الضاحك حين أقبل عليه ويخفض رأسه لأقبّلها وعيون أمي التي تحتضني وتسأل عن الصغيرات كلما زرتهما في غير يوم الاجتماع العائلي الأسبوعي. أفتقد صباحات الرياض في وقت الخريف ونسائم ليلها،هل يوما حين أعود إليها سأفتقد حياتي في مانشستر. هل يلفنا الحنين بدفئه فقط لما نفتقده فإذا امتلكناه غاب الشغف الذي قد تملّكنا. كيف هي الرياض،مدينتي التي لم أعرف غيرها في قلبي مدينة،كيف سألقاها وتلقاني وأنا التي لم يغادرني الحنين منذ أول مرة ودعتها؟ [email protected]