كثيراً ما يدور النقاش عن سر الانجذاب لمدينة الرياض! بالرغم من أنها مدينة تفتقر إلى بعض.. وبعض من مجالات الترفيه التي تميز مثيلاتها من المدن حول العالم. كما أنها تعاني أحياناً أضعاف ما تعانيه المدن التي في حجمها ومساحتها من حيث أزمة السكن وصعوبة المواصلات. ناهيك عن غلاظة أسلوب بعض من سكانها؛ وتكبيلهم أنفسهم ومن يقيم فيها معهم بتقاليد اجتماعية تضيق عليهم فرص الاستمتاع بوسائل الترفيه المحدودة المتاحة، فوسائل الترفيه فيها؛ تسوق ... تسوق ... ثم تسوق! وحتى هذه المتعة تشوبها الكثير من المنغصات مثل السماح بالتدخين في مراكزها التجارية! كثرة المضايقات والتدخلات في الحرية الشخصية!.. وإغلاق المحلات فترات طويلة أثناء النهار! أما المطاعم لو خطر ببالك أن تدعو أصدقاءك أو تذهب مع عائلتك لتناول وجبة الطعام فيها، فستفاجأ بحشرك في صندوق ضيق، أصغر مخزن في بيتك أكبر منه، ثم يغلقون عليك الستائر، لتجد أن غرفة الطعام في بيتك أكبر وأشرح! وإذا كنت من عشاق الطبيعة وتحب الصحراء، فهذا العشق سيكلفك غالياً، فيجب أن تمتلك سيارة من ذوات الدفع الرباعي، ومخيما بكامل تجهيزاته واستعداداته، ولن يسمح لك الطقس بتحقيق متعتك أكثر من 3 أشهر في السنة. أما الحدائق العامة فهي لليمام والعصافير! فمزاج سكان الرياض غريب! فهم يفضلون التنزه وممارسة رياضة المشي على أرصفة شوارع معينة، يستنشقون الهواء المعبأ بغازات عوادم السيارات، بدلاً من الهواء النقي بين الأشجار! وحديقة الحيوان ليست للنزهة، هي فقط لصغار رياض الأطفال ضمن رحلاتهم المدرسية! كنت أعتقد أن ما يجذبني للرياض، وسبب حبي لها وحنيني إليها أيام غربتي، هو أنها عاصمة وطني، وفيها أهلي وبيتي وذكريات طفولتي وصباي، لكن محبة صديقاتي الأمريكيات والأروبيات للرياض قد حيرتني!! فأجمل هدية تقدم لهم تأشيرة زيارة للمملكة! وأتساءل ماذا يجذبهم للرياض؟! فليس لهم فيها أهل ولا تربطهم بها حنين لذكريات! هل هو يا ترى سحر الصحراء؟ الذي لم يجد الشعراء ولا الأدباء ولا المفكرون تفسيراً منطقياً له! أم أن موقع الرياض على الكرة الأرضية هو ضمن مجال مغناطيسي جاذب قوي.