عندما يقال إنّ فلاناً: رُقي لمنصب كبير أو امتلك منزلاً جميلاً أو سيارة فارهة أو نجح في مشروع تجاري أو نال حظوة ومنزلة عند الناس، فالكلمة التي يردّدها الكثير عند سماع مثل تلك الأخبار (أرزاق -حظوظ - المعطي الله) والهدف من هذه الكلمات التعريض بهؤلاء الناجحين والنّيل من تفوُّقهم باللّمز والغمز وعزو الفضل في تميُّزهم إلى الحظ! والمتفننون في اختلاق الأعذار هدفهم الأول هو التبرير لضعف إرادتهم وعجزهم وفشلهم في النهوض والارتقاء والالتزام بقوانين النجاح! والسؤال هل يوجد حظ في الحياة؟ إذا أخذنا المعنى الدارج وهو أقرب ما يكون للمصادفة، فسنن الحياة لا تقر ولا تعترف بهذا! فليس هناك محظوظ بل شخص فكّر وخطّط وبذل جهداً وأنجز، ويعجبني كثيراً تعريفاً للحظ لطيفاً: بأنه استعداد ثم فرصة تسنح وتستغل! وبعضهم يستشهد بقوله تعالى {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، فالحظ في اللغة هو النصيب العظيم من الأجر والثواب وهو نتيجة ربطت بسبب في أول الآية وهو الصبر! ربما قيل إن فلانا محظوظ لأنه الله خلقه وسيما، فأقول: كم من دميم الخلق تبؤ القمة ونال أعلى المراتب!؟ وإذا قيل ما أسعد حظ فلان لأنه ذكي فطن أقول: كم عبقري مات خامل الذِّكر!؟ أما إذا قيل إن الظروف الجيدة هي من تصنع الحظ فأقول: كم من أبناء الذوات ماتوا معدمين؟ وضاع العمر: يروى في هذا الشأن أنّ الروائي الروسي الشهير ( انطوان ختشوف) وجد ذات يوم في أحد الشوارع مبلغاً بسيطاً، ثم بعدها أدمن النظر إلى أسفل عندما يمشي، وكانت الحصيلة بعد عشرة أعوام مئات الدبابيس والعلب الفارغة والأوراق الممزقة! وهكذا تفعل الأيام لمن يؤمن بالمصادفة! ومن يبقى منتظراً الحظ بلا عمل سيصاب بحسرة كبيرة وخيبة أمل عظيمة! يقول روبين شارما: في كل يوم سوف تفتح لك الحياة نوافذ صغيرة من الفرص والطريقة التي تستجيب بها لهذه الفرص هي من سيحدد مصيرك في النهاية! والحظ يصنع ويبنى فالقابعون في أركان بيوتهم ينتظرون تغيُّر الأمور وتعدل الأحوال، وأن تمطر السماء ألماساً هم أتعس البشر وأشقاهم وأضيعهم للأوقات وأكثرهم لعنا للظروف! تأمّل: هل الحظ من جعل أديسون يخترع أكثر من ألف اختراع! هل الحظ هو من جعل ابن النفيس يكشف الدورة الدموية! وهل كشف الحظ قانون الجاذبية لنيوتن والنسبية لاينشتاين! خطوات لصناعة الحظ: ارصد نقاط قوّتك ومواطن ضعفك وركّز وعزّز القوي منها واستدرك الآخر صنِّف من حولك الإيجابي منهم والسلبي واقترب من الأول وتعلّم منه تأكد أن كل ما تريد ستحصل عليه ركّز واعمل بذكاء كن مبادراً مفراصاً تقتنص الجزء الصغير من الفرص والتي تطرق أبواب الكثير ولكن قلّة الذين يستقبلونها! وتذكّر الحكمة القائلة: بادر إلى العمل وسوف يأتيك الحظ نظِّم حياتك وأدر وقتك باحترافية ولا تجعلها خاضعة للعشوائية والمصادفة تعلّم متى تتقدم ومتى تنسحب فالحظ صديق للشخص المرن تسلّح بالصبر والمثابر فشجرة الأمنيات لا يرويها إلاّ عرق الجبين. كن جريئاً مقداماً شجاعاً فالخوف لا يبني عزاً ولا يؤسس لمجد ومضة قلم: الحظ هو نصيب من يبدأ العمل ولو بخطوة صغيرة! [email protected]