مرت سنة وكأنها ثانية وكأننا لم نعش لحظات إلا ويأتي العام الجديد بآماله وطموحاته، جميعنا قلنا بصوت واحد مرت سنة، ياه ما أسرع الأيام، مرت بسرعة ولا أحد منا أدرك مرورها بهذه السرعة أو أننا مدركون ولكن تعوّدنا أن نقول أشياء ونتناسى أشياء، لم تمر الأيام مسرعة إلا لأننا تمتعنا بنعم كثيرة لم تشعرنا بثقل الأيام، فالحمد لله الذي يسّر لنا وسخّر لنا نعماً كثيرة، فمن نام على صوت النار وصراخ الأطفال طال ليله وأظلم نهاره ومن تقلّب على سرير الألم يتوجّع وسرى ليله بطيئاً وكأن صبحه لن يتنفس. لا تمر الليلة ولا اليوم ولا الأسبوع ولا السنة برمتها إلا إذا كنا متمتعين بصحة وعافية، مرت علينا أيام جميلة وأيام صعبة، أنفس البشر خلال العام تتبدل وتتلوّن وتتشكّل والنفس المحظوظة هي التي تقوى على نفسها وتعاملها معاملة جادة تجالسها تجادلها وتعاملها معاملة صحيحة وتحاول تنظيفها من الداخل..؟ النفس كل ما عودتها على التسامح والصدق والعفو والعطاء تجد مردود العام الماضي إن ظل في عقولنا وفي أنفسنا بحسناته وسيئاته. لا جديد لعامنا الجديد مثل ما نحن نبحث عن الجديد في الموديلات الجديدة والتسريحات الغريبة كي نكون مودرن ومتحضرين كما يظنون، لا بد أن نبحث عن الجديد في الأفكار الجميلة والمثل القيمة والتعامل الراقي مع الآخرين سواء في بيوتنا أو في مجتمعنا بأكمله في مجال العمل وفي مجال التعامل خارج البلد، كي نكون سفراء راقين نعكس نظرة رائعة لهذا الوطن. في مسجاتنا وفي كتاباتنا وبأي مجال نبحث فيه عن كل مفيد وكل جديد يعكس صور حسنة لنا وكل ما نتمناه في وقتنا هذا أن نرجع الأمور كلها لله وكل ما تعاملنا مع الله بصدق ونظرنا لكل شيء نظرة إيمانية صدقنا في تعاملاتنا، إن انتظرنا المردود من الخلق توقفنا عند كل خطأ عند كل صدمة لكن لو أدركنا أن الله رزقنا وأعطانا وهو من أوقف الرزق وله في ذلك حكمة لرضينا وارتاحت أنفسنا وقلّ التذمر وكثر الشكر نتمنى أن تكون سنواتنا القادمة يملؤها الإيمان لتكون سنوات خير وسنوات أمن وأمان سنوات عطاء، وكما أن البناء لا ينجح إلا بقواعد صحيحة فلنبنِ داخل أجسادنا قواعد راسخة على العقيدة لنعود نعود إلى توحيدنا ولنكرر داخل أنفسنا الإيمان بالقدر خيره وشره لم يقل خيره فقط ذكر خيره وشره، يأتي القدر بغير ما نرغب، ليكن لعامنا الجديد نظرة إيمانية صادقة ليكون عاماً سعيداً وكما نستطيع رسم آمال مستقبلية في خيالاتنا فكل عام له الخطط وتحصر له الميزانيات أيضاًً نحن نخطط، ونؤمن ونتوكل ونحسن الظن بالله، هو الذي سخر لنا وهدانا إلى سواء السبيل. مع بداية عامنا الجديد نحمد الله أننا من أمة محمد وفي بلد يطبّق الشرع ويمشي على هديه صلى الله عليه وسلم.