أكدت المشرفة العامة على مركز آسيا للاستشارات والتدريب الدكتورة أسماء الرويشد أن حملة "عش حياتك بالقرآن" ستترجم إلى اللغة الإنجليزية نهاية ذي الحجة المقبل وستخضع إلى خطة استراتيجية ستكتمل في نهاية السنة. وقالت الرويشد في تصريح إلى "الوطن" إن الفتاوى التي صدرت أخيراً من بعض المشايخ في إباحة الغناء وإرضاع الكبير ليست حديثة وبيان الحق فيها واضح في القرآن والسنة. جاء ذلك في أول فعاليات حملة "عش حياتك بالقرآن" التي انطلقت مساء أول من أمس بمركز الأمير سلمان الاجتماعي، بحضور أكثر من 500 زائرة لمحاضرة "عش حياتك بالقرآن"، وهي حملة تركز على القيم والسلوك وخاصة في رمضان "شهر القرآن". وبدأت الدكتورة الرويشد المحاضرة بقولها: إن الحملة تحمل طابعاً اجتماعياً لتقييم السلوك وطريقة التطبيق ميدانيا، خصوصاً أن الحياة بالقرآن هي حياة الفوز والتمكين، قال تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وكانت خير أمة بمنهج الله، المنهج الرباني والعيش بالقرآن، والحياة بالقرآن لا تأتي فقط بالنظر والقراءة السطحية بل بالتأمل والتدبر وأن يمتزج بالأحاسيس والروح. وأرجعت الرويشد قلة البركة في الحياة، والمعاناة وقلة سعة الرزق وقلة التواصل بين الأرحام وضيق الوقت إلى عدم التمسك بما جاء في القرآن والسنة. وتطرقت إلى أن الناس أصبحوا يؤولون القرآن على حسب أهوائهم، وهذا واضح في كتاب الله تعالى حيث قال "الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ"، أي جعلوا القرآن حسب أهوائهم وشهواتهم ثم استشهدت بقول الرحمن "خذ الكتاب بقوة"، مشيرة إلى أن القرآن يحتاج لقوة وجهاد وجد واجتهاد لتتحقق البركة في الحياة واللذة فيها وعيشها بكرامة وتكريم، وقالت "يجب أن نعطي القرآن أصول أوقاتنا وأساسها وأن ننظم أعمالنا على أساسه فالقرآن يعد وجبة روحية، ومن الواجب الحرص عليه مثلما نحرص على الوجبات الجسدية. وطالبت الرويشد المجتمع في رمضان أن يتقي الله وأن يتأكد من قضية تحقق التقوى، وكيف نصبح من المتقين، لذلك جاءت هذه الآية "شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس" فالهدى هنا يأتي بمعنى التقوى، أي العيش بالقرآن وتحقيق التقوى في حياتنا، والهدى هو طريق التقوى. وركزت على أهمية قراءة القرآن كيفاً لا كماً، مشيرة إلى أن الكثير من المسلمين يفرح بختم القرآن أكثر من مرة وهو في النهاية لم يركز على الكيف بل الكم الذي لم يخرج منه بشيء، ولا يتضح أي من الآيات على صفاته وتعامله. فالقرآن يعطينا ذلك المخزون الإيماني الكبير وقد أمرنا الله باتباع القرآن وما جاء فيه قال تعالى "وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ" فعلينا أن نحيا بالقرآن، مبينة أن الصحابة لما عاشوا بالقرآن عاشوا حياة حقيقية، وهذا ليس معناه أن حياتهم كانت تخلو من الشهوات والشبهات، ولكن لأن القرآن امتزج بأرواحهم، ولكل من يقول إن حياة الصحابة غير حياتنا، نقول أبدا والله، ولكن الفرق فقط أنهم عاشوا بالقرآن ونحن للأسف من خلال ما نلاحظه لا، فقد أشغلتنا الدنيا وأصبحت هم الكثير للأسف. وذكرت الرويشد قصة الشيخ أبي إسحاق الجويني الذي سافر إلى الخارج لتلقي العلاج فأسلم على يده 15 ألف شخص، لما وجده الناس في قوله وعمله وتعامله وطريقته وصدقه وعدله ونزاهته وعفته، وتابعت "فمن يعمل بالقرآن يجد أثره على نفسه، ويؤثر في من حوله، ويجعلهم يقتدون به، فالقرآن يحسن الأخلاق ويهذبها. واختتمت الرويشد قولها بأن الأعداء أدركوا حقيقة القرآن فأصبحوا يعملون على انتزاع القرآن من القلوب، وذلك واضح وجلي بأن أشغلونا بالملهيات والشهوات فخف تعلقنا بالله، فتغلبوا علينا ووجدوا لهم جندا منا لتسيير مخططاتهم. وأشارت بأن الحملة ستستمر طيلة شهر رمضان وتشتمل على العديد من البرامج الإعلامية والمحاضرات والفيديو الكليبات التي ستعرض في العديد من القنوات المرئية.