فاصلة: ((إذا أنت مشيت بهدوء فإن الأرض ستحملك)) - حكمة هندية - في صحفنا يمكنك أن تقرأ خبراً عن خادمة تعنّفها سيدة المنزل، أو تقرأ عن خادمة تعذّب سيدة المنزل مثلما نشرت جريدة المدينه في عددها يوم الأحد الماضي 18-11-2012 من أن خادمة ستقدم للمحاكمة بسبب تهديدها لسيدة المنزل بسحرها هي وبناتها والاحتفاظ بصورهن في جوالها. هذا يحدث لأن أساس العلاقة بيننا وبين الخدم مشوّشة وبحاجة إلى تهذيب. بودي أن تسأل كل امرأة تستقدم خادمة سؤالاً مهماً: لماذا أريد الخادمة وما هو بالضبط دورها؟ تحديد الهدف أو المصلحة في العلاقة مهم بالإضافة إلى أهمية الاقتناع بأن الخادمة موظفة تتقاضى أجراً، بمعنى أن لديها حقوقاً وعليها واجبات وأنها لا تفعل كل شيء وأي شيء. المشكلة الأخرى أن الخادمة إذا أتت غير متعلمة فهذا يصعّب من نجاح العلاقة، فالوعي الذي لديها لا يرتقى إلى المعاملة الواعية، ولذلك فإنها ستنفس عن مشاعرها السلبية كالغضب بأساليب غير حضارية. بعض الناس ينادي بدورات تدريبية للخادمة في الشئون المنزلية، وأنا أرى أن يكون هناك تعريف للخادمة بثقافة المجتمع السعودي. أما سيدة المنزل فإن لم يكن لديها الوعي بدور الخادمة وكيفية التعامل معها بإنسانية فمن الأفضل أن تظل بلا خادمة. التعامل مع الخدم يجب ألا ينطلق من فوقية أو عنصرية وإنما من مودة ورحمة، لأن الخادم محتاج وهذا بحد ذاته فيه كسر للنفس البشرية. أما ما تفعله الخادمات من أضرار وعنف بالأسرة التي تعمل لديها فأرى أن الموضوع يعود إلى سوء الاختيار، فسيدة المنزل تستطيع أن تعرف نفسية الخادمة وسلوكياتها في أيام قليلة، لكن بعض النساء تتغافل عن العيوب لأجل احتياجها إلى مساعدة الخادمة أو لصعوبة إعادتها إلى بلدها في ظل عدم الاهتمام بحقوق المستقدم. في النهاية الضحية هي الأسرة التي لم تحسن الاختيار ولم تحدد بالضبط ما هي حدود العلاقة بينها وبين عضو جديد في الأسرة. [email protected]