فاز أوباما، نعم فاز أوباما، وماذا يعني لنا فوز أوباما؟ فاز للمرة الثانية، فماذا سيصنع لأُمَّتنا غير ما صنع لها في المرة الأولى؟ رجل فاز في انتخابات بلده ليواصل مسيرة ديمقراطية العجوة، ديمقراطية أمريكا والغرب التي تتظاهر بالحرية، ورعاية الحقوق الإنسانيَّة والحيوانية، وهي أكبر وحش يأكل حقوق الضعفاء، ويحطّم أحلام الفقراء. ديمقراطية العجوة التي يعبدها الغرب ويأكلها، كما كان يصنع بعض كفار العرب قبل الإسلام، يصنعون أصنامًا من التمر فإذاجاع أحدهم أكل صنمه، فيا لضيعة عقل من يأكل إلهه. فاز أوباما بفترة رئاسية جديدة، ولماذا لا يفوز أبوحسين وقد قدَّم لدولة العدوان الصهيونية في فلسطين كل حبِّ وتقدير وولاء ودعم مادي وسياسي وقانوني وفيتوي؟؟ قدم أقصى ما يمكن أن يقدم، ولهذا فاز وتقدم. كم يؤلمنا أن يظل الوهم مسيطرًا على أفكار كثير من أهل الإسلام الكرام، فيشيرون إلى أهميَّة فوز أوباما للمسلمين، لأنه ملون إفريقي، ولأنه ينحدر من أسرة مسلمة، فهو إلينا أقرب، وعلى مصالحنا أحرص، وينسون أنه حلقة في سلسلة، وآلة في ترس، وشخص في منظومة سياسيَّة لا تعرف إلا مصالحها، ولا ترى في الوجود غير نفسها، ولا تسمح لأحد بالوصول إلى سدة الحكم فيها إلا إذا سار في الطريق المرسوم، بقدر معلوم، ونفذ ما يراد منه لا ما يريد. فاز أوباما وفلسطين تزداد في آلامها إيغالاً، والأقصى السليب أسوأ حالاً، ودولة الصهاينة أقسى وأبشع احتلالاً، وعراقنا ما زال يشكو وبالاً، وأفغانستان تزيد حسرة واعتلالاً، وسوريا تشكو إلى الله مماطلته، وبورما تئن من وطأة إهماله، لأن أوباما يمثِّل سياسة دولة متسلطة، ويُنفّذ خطط مؤسسة يؤمن بها، ويخلص في خدمتها، ويتفانى من أجل مصلحتها. فاز أوباما، ذلك شأنه وشأن بلاده، وقد خاض حملة انتخابات مع خصمه رومني، ظهرت فيها إيجابيات المنافسة الواعية، وأخلاق التَّعامل الراقية، فيما بينهما، ومعالم تقديم المصلحة الأمريكيَّة العامَّة على الجوانب الشخصيَّة، وهي إيجابيات تستحق الإعجاب، وما هي إلا صورة من صور أخلاقنا لو كنَّا في التزامنًا بديننا على ما يرام، فاز ليواصل مسيرته في خدمة بلاده، فماذا صنعنا نحن المسلمين لخدمة بلادنا وأُمَّتنا وتحقيق العدل والإنصاف فيما بيننا؟