حينما أستعيد بذاكرتي حرمان نادي الهلال عام 1989م من لاعبيه الدوليين وعددهم حوالي ثمانية ليشارك بالصف الثاني في بطولة مجلس التعاون الخليجي آنذاك بدولة البحرين الشقيقة وحرمانه أيضا أن يشاركوه في اللقاء النهائي لبطولة آسيا في نفس العام مما اضطر الهلال للانسحاب من تلك المباراة المقرر لها أن تكون ذهابا وإيابا مع أحد الأندية اليابانية بسبب إقامة معسكر للمنتخب الأول آنذاك، أقول .. حينما أتذكر ذلك وأقارن بامتناع لاعب النادي الأهلي وقائد منتخبنا للشباب مصطفى بصاص عن الالتحاق ببعثة منتخبنا المشاركة في كأس آسيا بالإمارات وغيابه عن لقائي منتخبنا أمام سوريا وقطر في وقت كان من الممكن أن يشارك فيه باللقائين المذكورين ثم يلتحق ببعثة ناديه في كوريا وسط صمت عجيب من اتحاد كرة القدم وكأن الأمر لا يعنيه، أشعر بحجم الفارق الكبير بين مسيّري الرياضة لدينا ذلك الوقت ومسيّرو الرياضة هذه الآونة وبالتالي ستتجلى الحقيقة واضحة للعيان من أن الضعف في اتخاذ القرار والمجاملة والأهواء الشخصية وبالتالي عدم كفاءة المسئولين عن رياضة كرة القدم هي من الأسباب القوية التي أدت إلى تدهور مستوى كرة القدم وما آلت إليه نتائج منتخباتنا الكروية حتى أصبحنا في مركز متأخر جدا لا يليق بنا في تصنيف الفيفا للمنتخبات، وما هزيمة منتخبنا للشباب القاسية والمذلة أمس الأول أمام منتخب سوريا وبخمسة أهداف إلا دليل على واقعنا السيئ والمتردي، وليست مثل هذه الهزيمة هي الأولى وبهذه الصورة من دول نفوقها من حيث الإمكانات علاوة على الظروف السيئة التي تمر بها بعض الدول التي سجلت نجاحات كبيرة على حسابنا أمثال سوريا وقبلها العراق !!! إن ما يحدث لكرة القدم السعودية ليعد وصمة عار في ظل تطبيق نظام الاحتراف والذي يحق لنا أن نسميه إن جاز لنا التعبير ((أكذوبة الاحتراف)) هذه الأكذوبة التي قادتنا للوراء، إذ من المفترض وقبل أن نطبق نظاما كهذا نتطلع منه رقيا للأعلى وليس تراجعا للوراء أن يكون لدينا عقول احترافية تقود الحركة الرياضية بمجملها باحترافية عالية بعيدا عن الأهواء الشخصية والاعتبارات الخاصة، وفق مبدأ العدل والمساواة بعيدا عن الظلم والمحاباة لهذا النادي أو ذاك ودون تفاوت بالقرارات، عقول تخطط لتقدمنا لا لتأخرنا (!!!)، ولعل ما قاله نائب رئيس اللجنة القانونية المحامي فيصل الخريجي يوم أمس عبر هذه الجريدة و(الفضائح) التي أفصح عنها من خلال هذا اللقاء خير شاهد على ما تعانيه الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص من فساد مستشر وقد شهد شاهد من أهلها، وهذا ما يستوجب تدخل جهات عليا لإيقاف المهازل التي ترتكب بحق الرياضة السعودية وهنا حق لي أن أتساءل أين دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عما يجري، فالأمر قد استفحل كثيرا وأصبح الوضع لا يحتمل لذا يجب تقويم هذه الأوضاع والبادية تكون بمحاسبة المقصرين ممن كانوا سببا في هذا التدهور المخيف !!! على عَجَل في ظل الانفلات الذي نعاني منه وتحديدا في منافسات كرة القدم فإن الأمر يتطلب أن يكون رئيس اتحاد كرة القدم ذو شخصية قوية ومؤثرة، لا تؤثر فيه الميول ولا يجامل !! يا سمو رئيس نادي الهلال: إن كنت تريد استعادة هيبة الفريق وعنفوانه فقبل أن تبحث عن لاعبين جدد من الأجانب، أعيدوا الروح للفريق، لماذا وكيف وأين اختفت ؟!! أعتقد أن أولى خطوات استعادة الروح للفريق الهلالي هي تعيين مدير للكرة، فاللاعب السعودي يختلف كثيرا عن الأجنبي من حيث العادات والتقاليد والعقلية الاحترافية وهذه الأمور تطلب وجود مديرا للفريق. بعد الأربعة التي سجلها في اللقاء الودي أمام الشعلة كان حري بمدرب الهلال إشراك سعد الحارثي أساسيا أمام الفيصلي، وكان من الممكن أن يقدم نفسه بشكل رسمي من خلال هذا اللقاء، ولكن يبدو أن مدرب الفريق قطع عهدا على نفسه ألا يشركه قبل الدقيقة 80 !!! ما حدث قبل وأثناء لقاء سدوس والعروبة في دوري ركاء لا ينم عن احترافية، بل عشوائية لم تحدث حتى في دوري المناطق وهذه من مآسي (أكذوبة الاحتراف) !! بعد عقد القران واستشارته لياسر القحطاني عن تجربته الاحترافية بالإمارات وغيابه عن لقاء فريقه أمام نجران وما تردد عن طلبه مبلغ خيالي للتجديد من نادي الاتحاد هل هو إعلان مبكر من نايف هزازي للانتقال للإمارات والاستقرار فيها كمقيم ومحترف هناك ؟!! فاز فريق الاتحاد على الفريق الصيني بدوري أبطال آسيا فقالوا عنه الفريق الذي لا يقهر، وخسر من النادي الأهلي وبالتالي خرج من البطولة الآسيوية فعادوا ليرددوا أن لاعبيه كبار في السن .. هؤلاء بعض من المحسوبين على الإعلام الاتحادي !!! [email protected] Al_siyat@في تويتر