منذ أن جاء الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وهو يخوض حرباً ضد تنظيم «القاعدة»، استطاع من خلالها تحقيق نجاحات كبيرة، خاصة في ما يتعلّق بطرد عناصر التنظيم من الأماكن التي كان قد سيطر عليها، ولعل آخر النجاحات التي تمّ تحقيقها في هذا الشأن هو قتل الجيش اليمني، في عملية نوعية، الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، سعيد الشهري. في المقابل، «القاعدة» في اليمن ما زالت تسعى إلى الحفاظ على وجودها في اليمن وإثبات قدرتها على ممارسة العنف، وهذا ما يتّضح في محاولة الاغتيال الأخيرة لوزير الدفاع اليمني من خلال استهداف موكبه بعد يوم واحد من اغتيال الشهري. وهذا يشير إلى أن الحرب ضد «القاعدة» هي حرب ممتدّة، خاصة مع ما تتبعه عناصر التنظيم من تكتيكات الكرّ والفرّ والتخفّي، وغيرها من الأساليب التي تحاول من خلالها امتصاص الضربات الموجّهة إليها والاستعداد للردّ ومعاودة النشاط. كما أنها تشير إلى أن «القاعدة» تشعر بشراسة الحرب ضدها، ولهذا تحاول الإيحاء بقدرتها على الصمود من خلال بعض العمليات النوعية، ومنها محاولة اغتيال وزير الدفاع. إعلان «مؤتمر المانحين الدوليين لليمن»، الذي انعقد في الرياض، مؤخراً، رصد ما يقدّر بنحو 6.4 مليار دولار لدعم الاستقرار والتنمية في اليمن، إنما يعكس وعياً دولياً بأهمية مساعدة اليمن على تحقيق التنمية التي تمثّل أساساً قوياً لمواجهة أي تمدّد لنزعات التطرّف والعنف والإرهاب. لأنه يعيش فترة انتقالية، فيها العديد من التحديات على رأسها تحدي الإرهاب الذي يمثّله تنظيم «القاعدة»، ولذلك فإن التصميم الذي تبديه القيادة في اليمن على الحرب ضد «القاعدة»، يؤكد وعيها العميق بخطورة هذا التحدّي وضرورة. والله الموفق،، [email protected]