فاصلة: (من يتمتع بسلام النفس ليس مزعجاً لا بالنسبة إلى نفسه ولا بالنسبة إلى الآخرين) حكمة يونانية ما الذي يحدث للأسرة السعودية إذا سافرت إلى الخارج وكان الزوجان مبتعثين للدراسة؟ الحقيقة أن الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الزوجين تختلف تبعاً لطبيعة الحياة في الغرب، لكن المؤسف أن الدور الاجتماعي للزوجة يزداد أعباء تُضاف إلى أعبائها المعتادة من رعاية شئون المنزل والأطفال، حيث تقوم أيضا بمهام السائق! الزوج حين يدرس فهو يريد أن يتفرّغ للدراسة بينما لا يسمح للزوجة إن كانت تدرس التمتع بهذا الحق ولا يستطيع أن يخلع رداء الرجل التقليدي المنتقد دائماً لرعايتها شئون المنزل. الحياة في الغرب ليست صعبة لكنها تختلف تماماً عن حياة الرفاهية في بلادنا فلا وجدود للخدم أو السائقين ولا وجود لمساعدة الأهل والأقارب ومع ذلك فالزوج المبتعث يعامل الزوجة المبتعثة وكأنها ربة منزل وليست مبتعثة مثله تماماً ولديها من الضغط النفسي وقت الدراسة ما لديه، فضلاً عن أنها تعاني بسبب رعايتها للأطفال دون أن يتحمّل هو مسئولية الأطفال بأي حال من الأحوال. لست متحاملة على الأزواج، وهناك نماذج منهم متعاونون ومدركون لدورهم في مؤسسة الزواج لكن الأغلبية للأسف لا يدعمون زوجاتهم حتى وإن كن من أعطينهم فرصة الابتعاث! المسألة في فهم الأزواج السعوديين لدورهم في مؤسسة الزواج، حيث يظل مفهومهم تقليدياً حتى وإن اختلفت طبيعة الحياة والثقافة في المجتمع الذي يعيشون فيه. لذلك تنشأ العديد من المشاكل بين الزوجين وهم في الغربة، إذ ينقصهم الوعي بتقسيم الأدوار وأهمية تطبيق المفاهيم المستنيرة مثل الشراكة والتعاون بدلاً من الاتكالية والانتقاد. في الغربة متسع لكل شيء حتى تغيير حياتنا الماضية بأخرى مناسبة للمستقبل أكثر من أنها موروث اعتدناه. [email protected]