فاصلة: (ربّوا أولادكم على غير ما ربيتم عليه، فإنهم قد ولدوا لزمان غير زمانكم) - علي بن أبي طالب رضي الله عنه- في الغربة دروس كثيرة، وعبر عظيمة..... بالنسبة لنا كأسر سعودية فقد اعتدنا وجود الخادمات في منازلنا بشكل ساهم في اعتمادية أبنائنا عليهن. في الغربة ونظرًا لصعوبة اصطحاب الخادمات، حيث تصعّب السفارة البريطانية خاصة من اصطحاب الأسر السعودية التي لديهم فيزة طلاّب لاعتبارات عدة من أهمها هروب الخادمات في بريطانيا أو في المطار حال وصولها مع الأسرة السعودية، كما أن الحكومة البريطانية لا تفهم طبيعة العلاقة القائمة بيننا وبين خدمنا، فالخدم لديهم يحتفظون بجواز سفرهم ولديهم ساعات محددة للعمل فضلاً أن أجور عملهم تحسب بالساعة وليست كما هي الحال لدينا من استغلال لوقت الخادمة وجهدها. حياة الأسرة السعودية في بريطانيا ليست سهلة خاصة عندما يكون الأب والأم ملتزمين بالدراسة. ورغم أن الأطفال يلتحقون بالحضانة أو المدرسة، وبالرغم من أن الزوج السعودي أحيانًا يتعاون في إدارة شؤون المنزل مع زوجته إلا أن العبء الأكبر تتحمله الأم وذلك لأنها وفق ثقافة الأسرة السعودية هي المسؤولة عن الأشغال المنزلية، وبالتالي تزيد الضغوط عليها مع واجباتها كزوجة وأم. المخرج من هذا المأزق في رأيي ليس اصطحاب الخادمة الآسيوية وإنما التأقلم مع طبيعة الحياة العملية واكتساب القيم التي يعلمها الغرب لأطفالهم. علياء ابنتي الصغيرة ذات الثلاث سنوات التي كانت تعترض في حال الطلب منها إعادة الأشياء إلى مكانها هي نفسها التي لاحظتها تدخل إلى فصلها في الحضانة فتضع سترتها في المكان المخصص لها ثم تتناول شريحة من الخبز المحمص وتضع فيه الجبنة أو المربى!! هذا المشهد أعادني إلى حقيقة مشكلتنا فلسنا فقط نعتمد على الخدم بل إننا دومًا نعلّم أطفالنا الاتكالية من فرط حنّونا عليهم فمن وجهة نظر الأم أن عليها أن تقوم بكل شيء بالنيابة عنهم. ورغم أنني كنت حريصة على أن اطلب دومًا من «علياء» أن تلبس حذائها وملابسها بنفسها إلا أنني وجدت أن معلمتها في المدرسة تعطيها مهام أكبر من ذلك وكانت الصغيرة تنجزها. يبدو أننا لا نعرف قدرات أطفالنا وثقافتنا قد علمتنا أن نحنو على الصغار لننسى مع الوقت كيف بالإمكان أن يعيشوا الحياة بدوننا. [email protected]