فاصلة : (كلْ حسب علوّ كيس مؤونتك ، وسر حسب طول خطوتك) - حكمة عالمية - تمر بي لحظات أسائل نفسي هل يستحق هذا الهدف كل هذا العناء ؟ الذين لا يعيشون تجربة الغربة لا يمكن ان يشعروا بنفس الذي يحسه المغترب عن اهله وبلده قبل ان أغترب للدراسة لم اكن اشعر مهما كان تفاعلي وتعاطفي مع ما أقرأ واسمع بنفس ما اشعر به الآن. لذلك ربما يشعر البعض في اليوميات اني ابالغ واننا ، الطلاب المبتعثين ، في نعمة ورغد من العيش لاننا نعيش في مدن اوروبية او آسيوية فلماذا نشتكي؟ الواقع يختلف تماما عن تصور اي انسان لم يعش الحياة بتفاصيلها اليومية في بلاد تختلف بشكل كلي عن بلادنا. لكن الصورة ايضا تختلف من شخص لآخر حسب تصوراته وقناعاته وافكاره عن البلد التي سيعيش فيه. التصور الايجابي له دور كبير في التأقلم مع الحياة الغربية العملية والتي فيها الفرد يخدم نفسه ولا يخدمه الاخرون. في تفاصيل الحياة اليومية ، بالنسبة للرجال فلا يوجد سائق يجلب الاطفال من المدارس والاغراض من "السوبر ماركت "ويلبي للزوجة كل طلباتها الخارجية، اما المرأة فلا يوجد خادمة تنظف المنزل او مربية ترعى الاطفال ، كل المسؤوليات تقع على رأس المرأة وربما يقع عليها ايضا مسؤوليات السائق من توصيل اطفالها وجلب الاغراض الى المنزل في حال انشغال الزوج بالدراسة سواء كانت مبتعثة او مرافقة. لكن هناك جانب مشرق وهو التجربة بحد ذاتها ، التفكير في حلول لكل المصاعب والتعرف على ثقافة جديدة كما ان ايقاع الحياة يمنح للانسان حرية شخصية دون واجبات اجتماعية تثقل كاهله او انشغال بتوافه الامور المتعلقة بالناس واخبارهم وقضاياهم . في الغربة وقتك ملكك وأنت حر في استثماره كيفما تريد .