يقضي ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام اليوم في منى يوم التروية الذي هو أول الأنشطة الشرعية لمناسك الحج، ففي هذا اليوم اتباعاً لسنَّة رسول الله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، يستعد حجاج بيت الله الحرام للتوجه إلى مشعر عرفة، فيقضون اليوم للتروية والإعداد للتوجه إلى المشعر الحرام، وقد استعدت الأجهزة السعودية المعنية بالحج كامل الاستعداد لضمان راحة ضيوف الرحمن وسط اكتمال إنجاز العديد من المشاريع التي أنجزتها حكومة خادم الحرمين الشريفين التي أنفق عليها أكثر من بليون ونصف البليون ريال (1.5) ليستفيد منها ضيوف الرحمن، حيث تم خلال هذا الموسم ربط منطقة الشعبين بمنشأة الجمرات وسيستفيد منها ستمائة ألف حاج (600 ألف)، ويمثّل هذا الربط أهمية خاصة لما كانت تعاني منه المنطقة من كثافة وزحام ويشكل المرور منها سابقاً معاناة للحجاج، وربط المنطقة بمنشأة الجمرات سيسهل كثيراً على الحجاج. وفي مجال الخدمات الصحية نشرت وزارة الصحة أكثر من عشرين ألف (20 ألفاً) طبيب وممرض وفني وإداري في المشاعر المقدسة استعداداً لتصعيد الحجاج إلى منى وعرفات ومزدلفة وعودتهم إلى منى، وأقامت 28 مركزاً صحياً في منى و46 مركزاً في مشعر عرفات و6 مراكز في مزدلفة. وأقامت أمانة مكةالمكرمة 36 ألف وحدة دورة مياه في مزدلفة وعرفات، وأكملت شركة المياه ربط شبكة المياه في الشبكات العامة بمشعر منى. أما وسائل النقل، فبالإضافة إلى قطار المشاعر، فقد جهزت وسائل النقل العامة من حيث توفير الحافلات الحديثة المكيفة وتقوم الأجهزة الأمنية المكلفة بتسهيل حركة المرور بتوجيه الحركة والتي ستظهر مدى المرونة والانسياب في تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات وتفويجهم إلى مزدلفة. أما الدفاع المدني فقد أكملت أجهزته استعداداتها التي أضافت الكثير هذا العام، فقد أكّدت غرفة الطوارئ التابعة للدفاع المدني تشغيل أكثر من ألفي كاميرا (2000 كاميرا) لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج في طوابق منشآت الجمرات فضلاً عن استخدام عدد كبير من شاشات المراقبة التي تنقل صوراً حيَّة لجميع مواقع وجود الحجاج، وسط اكتمال عمل شبكة اتصالات حديثة لضمان رصد أي خطر أو حالات طوارئ في ظل تنسيق تام مع جميع القطاعات الأمنية الأخرى، وسيشهد هذا العام عمل طائرات البلاك هوك للمشاركة في عمليات الإنقاذ والمراقبة. من جهتها أكملت هيئة الهلال الأحمر السعودي جميع استعداداتها لخدمة ضيوف الرحمن من خلال نشر مراكزها الإغاثية ورجالها المدربين على إسعاف الحالات المرضية العاجلة مع عمل طائرات الإخلاء الطبي. كل هذه الجهود والاستعدادات لتقديم موسم ناجح بإذن الله يحتاج تعاوناً من ضيوف الرحمن للاستفادة مما تقدّمه المملكة العربية السعودية من جهود لخدمتهم مرضاة لله، وأن يتفرّغ الحجاج لأداء فريضتهم، فالحج عبادة وسلوك حضاري يقدّم المسلمين إلى العالم أمة حضارية راقية تعبد خالقها دون أن تشغلها الخلافات السياسية والطائفية والعرقية، ففي هذه الأيام تجتمع الأمة الإسلامية في مكان محدود وفي زمان محدد وهو ما لم تشهده أي بقعة في الكرة الأرضية غير المشاعر المقدسة التي هيأتها وجعلتها المملكة العربية السعودية مكاناً مريحاً من خلال تجنيد كافة الإمكانات والقدرات وتفريغ كل رجالات المملكة بدءاً من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وأعضاء الحكومة وكل أبناء المملكة الذين يعتزون بخدمة ضيوف الرحمن. [email protected]