يقع مركز الشنانة التابع لمحافظة الرس بمنطقة القصيم بني بناء مخروطيا على أساس عروق الطين، قطره من أسفل: ستة أمتار، ويضيق كلما ارتفع لأعلى ليصل لمتر وخمسين سنتيمترا، وارتفاع: سبعة وعشرين متراً، وأدواره عشرة، سقف بخشب الأثل، وجريد النخل، وزينت بنقوش زخرفة عرفت بقصور بلدان نجد القديمة، وفي أدواره نوافذ لدخول وخروج الهواء، وضوء أشعة الشمس، ومنافذ لرشق السهام، وإطلاق الرماح، وتصويب البنادق، إذا وصلت إلى محافظة الرس، ووصلت مركز الشنانة شاهدت من أماكن بعيدة البرج، ووصلت إلى موقعه على مساحة شاسعة يتوسطها البرج وعليه لوحة جدارية إرشادية كتب عليها المعلومات التاريخية التي تفيد عن سنة تاريخ تأسيسه، ومساحة قطره وطول ارتفاعه، وعدد أدواره، سبب بنائه، ونسبة تسميته ومجالات استخدامه، وفي وسط البرج باب من خشب الأثل تدخل من خلاله إلى قاعة طابقه الأرضي الذي فيه سلالم من الخشب لطلوع أدواره لتصل إلى الدور العاشر الذي يطل على مسافات بعيدة، ومساحات شاسعة لمراقبة الداني والقاصي من الغزاة الراكبين والراجلين الذين ينتهزون غفلة أبناء البلدة، قبل التوحيد الذي حققه فارس نجد وصقر الجزيرة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، وينقضون على أبنائها قتلاً، ونهباً، وتخريباً إلا أن الموجودين في أعلى البرج يراقبون قدوم الغزاة من قبل أن يصلوا إلى البلدة، ويواجههم المراقبون من خلال منافذ البرج بالبنادق، والرماح، والنبال وينهزم الغزاة خائفين ولا يعودون لغزو البلدة لما وجدوه من مراقبة وصولهم، وحصانة بلدتهم، وقوة أبنائها الذين أعدوا قوة رادعة لمن يصل إلى بلدتهم من الغزاة. هذا وحافظ أبناء بلدة الشنانة على هذا المعلم التاريخي الذي له شأن عظيم في أزمنتها القديمة، حيث لا يقل أهمية عندهم عن أبراج مراقبة الموانئ الجوية لتوجيه الملاحين عند هبوط طائراتهم القادمة، فأصبح البرج من المعالم السياحية التي عليها إقبال من الضيوف الذين يحضرون من خارج المنطقة، كما أنه من الوجهات السياحية التي يحرص المسؤولون عن التعليم على زيارة طلاب المدارس الابتدائية، والإعدادية، والثانوية لمشاهدته وطلوع أدواره ووصول مطله من خلال سلالمه ليشاهدوا البلدة القديمة ومبانيها الطينية التي بقيت أطلالاً تتحدث عن تاريخ أهلها الذين عاشوا على ثرائها، واستظلوا سقوفها... هذا ولا ينحصر استخدام البرج بأزمنة البلدة القديمة على مراقبة الغزاة، حيث يستخدم لماقبة مواقع النجوم ودخول شهر رمضان، ومعاينة مواشيهم الضالة. ولأهمية برج الشنانة واستخدامه في الأزمنة القديمة أعد من أكثر المعالم شهرة ومشاهدة بمنطقة القصيم وحرص المسئولون عن بناء بيت القصيم بمهرجان الجنادرية على أن يكون البرج من أهم معالم موقع المهرجان. فالقادم من أماكن بعيدة إلى موقع المهرجان يشاهد البرج والوصول إلى موقعه من غير أن يسأل لارتفاعه وتميزه. بريدة - نادي القصيم الأدبي