تشتهر محافظة الرس، ثالث أهم مدن القصيم، إلى جانب وفرة مياهها الجوفية، بوجود القلاع التاريخية التي أصبحت جزءاً أساسياً من معالمها السياحية، ويتربع على رأس القائمة «برج الشنانة»، المعروف محلياً ب»مرقب الشنانة»، وهو موقع أثري مبني من الطين المخلوط بالتبن عبر وضع طبقة طينية تتبعها طبقة مماثلة، بعد جفاف الأولى، حتى اكتمل بناؤه بهذه الطريقة المعروفة ب»عروق الطين»، ويصل ارتفاع البرج إلى 45 متراً، وهو قلعة عريقة يعود بناؤها إلى العام 1111ه، حيث كان ارتفاعه الشاهق يسمح برؤية الأعداء من مسافات بعيدة، وصار الزوار يقصدونه من خارج المحافظة بعد إدراجه ضمن خارطة المواقع السياحية في القصيم. ويعد «نفق إبراهيم باشا» الذي يقع في قلب المحافظة رمزاً تاريخياً مميزاً، يعتز أهالي الرس أمام زواره أثناء مشاهدة فوهته، التي ظلت صامدة قرب البيوت الطينية، ويرى عميد كلية العلوم والآداب في محافظة الرس، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر، الدكتور خليفة بن عبدالرحمن المسعود، أن موقع النفق المحفور من قبل جنود إبراهيم باشا في العهد العثماني أثناء الحصار الذي استمر ثلاثة أشهر و17 يوماً، وضيّق على أهالي الرس الخناق، إلا أنهم ثبتوا وحاربوه، وتابع الجيش التركي الحرب عليهم ليلاً ونهاراً، وحفروا تحت الأرض خندقين، أحدهما جنوب البلدة، والآخر في شرقها، وكانوا عند حفرها يحشونها بالبارود لنسف السور. وقال «تشير أصدق الروايات أن امرأة سمعت في إحدى الليالي صوت الجنود وهم يحفرون، فأبلغت قائد الحرب في تلك الفترة، وهو الشيخ قرناس، فدبر خطة ذكية بدأت بوضع فتحة صغيرة على الخندق، وأطلق بداخلها قطاً ربط في ذيله شعلة نارية، ومر القط عبرها إلى داخل النفق، فثار البارود في وجوه الترك حتى قتل بعض جنودهم وأكل الخيام». ثم لفت المسعود إلى أن «النفق اكتشف صدفة بعد هطول أمطار غزيرة على محافظة الرس، ليتبين موقع النفق الحالي، وتظهر معالمه، وتذكر الكتب التاريخية والرواة، حسب وصفهم، أن هذا الموقع كان قريباً جداً من مركز المحافظة القديم».