تدور أحداث فيلم Argo أثناء اندلاع الثورة الإيرانية في العام 1979م، ليسرد القصة الحقيقية لتلك الخطة التي صنعتها الاستخبارات الأمريكية CIA لإنقاذ مجموعة من عناصر استخباراتية أمريكية متخفية بجنسية كندية من أجل الهروب من خطر الإعدام الذي ينتظرهم في حالة وقوعهم في أيدي الحكومة الإيرانية المناهضة لأمريكا. وسبق أن اعتقلت سلطات الخميني عدداً من أفراد السفارة الأمريكية واحتجزتهم كرهائن من أجل المطالبة بتسليم شاه إيران والذي فر إلى الولاياتالأمريكية أثناء الثورة. في الفيلم يقدم أحد رجال الاستخبارات الأمريكية خطة لدخول إيران من خلال فريق تصوير فيلم كندي، وتتشكل الخطة من أعطاء المواطنين الأمريكيين شخصيات وهمية على أساس أنهم من فريق طاقم عمل الفيلم. من الجانب الآخر نجد في الفيلم مدى التعاون بين بعض منتجي هوليوود و وكالة الاستخبارات الأمريكية، كذلك من الواضح أن هناك تعاون بين السفير الكندي في طهران و الاستخبارات الأمريكية في سبيل إخراج رجال المخابرات من دولة إيران قبل أن يكتشف أمرهم وهو حدث من الممكن وقوعه في أي لحظة. يتميز الفيلم بالإثارة البالغة الذروة في العديد من المواقف، ونجد أن هناك الكثير من التعقيدات والمصاعب التي يواجهها فريق الاستخبارات المتخفي أثناء دخوله لإيران وقبل خروجه منها. من الواضح أن هناك جهداً إنتاجيا في الفيلم لأننا نشاهد تصويراً واقعياً لتفاصيل مدينة طهران على الرغم أن مشاهد إيران تم تصويرها بالكامل داخل الولاياتالمتحدة. هناك عبقرية في سيناريو الفيلم بحيث نجد أن الكاتب لم يقدم فقط الصورة السيئة لعناصر الأمن التابعة للخميني، بل قدم مدى عنجهية وتخبط بعض الرؤساء في وكالة الاستخبارات الأمريكية عندما اتخذوا بعض القرارات التي من الممكن أن تؤدي لحياة عناصرهم للخطر في سبيل الحفاظ على صورة المخابرات الأمريكية. أحد أفضل أفلام العام، من السهولة التوقع أن الفيلم سيترشح لفئة أفضل فيلم في غالبية جوائز نهاية الموسم. المخرج بين أفليك صاحب السيناريو العظيم في فيلم Good Will Hunting يقدم نفسه من جديد كمخرج متميز له مستقبل باهر في مجال الإخراج. فبعد امتياز إخراجي فائق في فيلمه السابق The Town، وقبله عندما صنع فيلم Gone Baby Gone، هاهو هذا العام يقدم أحد أنضج تجاربه في واحدة أيضا من أفضل أداءاته التمثيلية التي يستحق عليها الإشادة.