يحتل الحج مكانة عظيمة في قلوب المسلمين فهو يمثل الركن الخامس من أركان الإسلام، ويتميز عن باقي العبادات بميزة الجمع، فجميع العبادات تتمثل في شعائر الحج المختلفة، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» وقال عليه السلام: «نعم الجهاد الحج» حيث يتساوى المجاهد والحاج في الفضل لعظم المشقة فالحاج كالمجاهد في سبيل الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج والمعتمر» كما أن الحج جهاد للمرأة والضعيف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «جهادكن الحج» وللحج روحانية خاصة فهو موسم للتأمل يجتمع فيه جميع الحجاج من بلدان شتى وعلى صعيد واحد وفي لباس واحد وفي نداء موحد «لبيك اللهم لبيك» ذلك النداء الذي تشرئب له الآذان وتسعد به القلوب، فهنيئا لمن حج ولبى وسعى وطاف بالبيت العتيق، فرحلة الحج مليئة بالخير العميم والمعاني الروحانية العظيمة، فعلى الحاج أن يستفيد من هذه الرحلة المباركة وأن يمعن النظر في أسرار المكان والزمان وقدسيتهما، وفي روحانية الرحلة المباركة لكي يستشف ما فيها من حكم ربانية عظيمة، حتى لا تتحول رحلة ومناسك الحج إلى طقوس تؤدى بلا روح، وإلى فعل رتيب لا يحدث الفرق والتجديد المطلوب في حياة المسلم، ولا تجعل حياته أنقى وأطهر مما كانت عليه قبل رحلة الحج العظيمة، فالحج فرصة عظيمة للتجديد والبناء الروحي والنفسي، وفرصة عظيمة لتطهير النفس البشرية من المعاصي والآثام، كما أن الحج تهذيب للنفس، وتطهيرٌ للقلب، وغسل لأدران الشر، وهو تلاق اجتماعي، وتعارف إسلامي، واجتماعٌ للنفوس المؤمنة في تلك الرحاب الطاهرة. أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يبلغنا منازل الصالحين من عباده، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. حمود دخيل العتيبي - الرياض [email protected]