يعد مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتوسعة مسعى البيت الحرام، أكبر توسعة يشهدها المسعى في تاريخه بهدف تسهيل أداء المناسك على الحجاج والمعتمرين مع مراعاة الاعتبارات الشرعية والجغرافية. وجاءت هذه التوسعة الجديدة لتضاف إلى إنجازات سابقة تم تنفيذها في العهد السعودي الميمون. وأدت هذه التوسعة إلى زيادة عرض المسعى الكلي إلى الضعف فبعد أن كان عرض المسعى 20 متراً أصبح 40 متراً مستغلاً المساحات الملاصقة للحرم وبلغ عدد الطوابق أربعة طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت المساحة الإجمالية تقارب 29 ألف متر مربع أي بزيادة تجاوزت 43 ألف متر مربع قبل التوسعة. فيما تبلغ مسطحات البناء الإجمالية بكافة الأدوار لمناطق السعي والخدمات حوالي 125 ألف متر مربع. وهو ما يعني بالتأكيد تخفيف الازدحام بشكل ملحوظ، وبالتالي ضمان سلامة الحجاج والمعتمرين. ويوفر هذا الإنجاز الكبير لزوار بيت الله الحرام ثلاثة أدوار وأربعة مناسيب للسعي تتصل مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للحرم. فيما يرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالي، ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد، إضافة إلى ثلاثة جسور علوية، وممر للجنائز من قبو المسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذي ميول مناسبة لتوفير الراحة. ويشتمل المشروع على توسعة منطقتي الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية، وتركيب 4 سلالم كهربائية جديدة من جهة المروة، لنقل الزوار خارج المسعى، حتى يتمكن الحجاج والمعتمرون من الخروج بيسر بعد الفراغ من نسكهم. وتؤمن التوسعة الجديدة ممرات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، علاوة على توفير مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة. وتتجلى في هذا الإنجاز غير المسبوق فنون العمارة المسخرة لخدمة زوار بيت الله الحرام، والتي من شأنها أن تمنح الزائر سلاسة وأماناً وروحانية في أداء النسك، مراعية ظروف الحجاج والمعتمرين المختلفة. فالأدوار المتعددة والمخارج المتنوعة، وطرق النقل الحديثة بين أدوار المسعى، جعلت أداء النسك عملاً ميسراً آمناً لكل الحجاج والمعتمرين، وليتفرغ الزائر للعبادة بعد أن تيسرت له السبل ومهدت له الطرق. وتأتي هذه التوسعة امتداداً للمشروعات التي نفذت في العهد السعودي الزاهر منذ تأسيس هذه الدولة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه اله- حيث تمت في عهده أول عملية ترصيف للمسعى بحجر الصوان حماية للحجاج والمعتمرين من الغبار والأتربة عام 1344 ه، كما تمت إعادة طلاء وترميم الأبواب المحيطة بالمسعى، إضافة إلى تجديد سقف المسعى حماية لزوار بيت الله من وهج الشمس وحرارتها. وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- شُرع في بناء الطابق الأول والثاني من المسعى، تنفيذاً لرؤية الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أما في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- فقد تمت توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول، إضافة إلى هدم وإزالة بعض المباني حول منطقة المروة وأصبحت المساحة 375 متراً مربعاً بزيادة تقارب 130 متراً عن المساحة السابقة. وعلاوة على ذلك، أُضيفت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة.