عرضت مساء الخميس الفائت مسرحية حدث في مكه - ترنيمه إلى الشيخ أحمد السباعي وهي من تأليف الدكتور سامي الجمعان أستاذ الدراما والسرديات بجامعة الملك فيصل ومن سينوغرافيا وإخراج سلطان النوه، ومن إنتاج فرقة المملكة للإنتاج المسرحي المرخصة من جمعية المسرحيين السعوديين ودعم وزارة الثقافة والإعلام. أدى أدوار المسرحية نخبة من أعضاء الفرقة وهم خالد الخليفة في دور أحمد السباعي وماجد النويس في دور أحمد أبو خليل القباني وفيصل المحسن في دور المخرج وإبراهيم الجنوبي في دور المؤلف وعبدالرحمن المزيعل في دور السقا، إضافة إلى عبدالله الفهيد ومهند الذكرالله وعماد البريه، وقد تصدى لديكورات المسرحية الفنان التشكيلي يوسف السالم أما الموسيقى التصويريه فللفنان محمد الحمد والألحان لعمر الخميس. رسالة مسرحية حدث في مكه تتلخص في الإشارة إلى مشروع أحمد السباعي الريادي في إنشاء فرقة مسرحية على أرض مكة في زمن لم يكن فيه المسرح قد أصبح ثقافة شعبية ولم يكن بعد قد تم تداوله بين افراد المجتمع بل كان الاقتراب منه محل شك وريبة، ويبدأ العرض بالحماس الذي كان عليه السباعي في مشروعه وكيف أنه اشترى قطعة أرض بنى عليها مسرحه وكيف أسس فرقة واستقطب مخرجا من مصر العربية، إلا أنه اصطدم بواقع مغاير لا يتسق مع طموحه وأهدافه السامية، فبدأ المغرضون ترصد خطواته والإساءة اليه من أجل إسقاط مشروعه وحاول أن يستمر بافتتاح عرضه الأول فتح مكه إلا أن مسرحه أغلق في ليلة الافتتاح وسقط المشروع برمته. يقول مؤلف ومشرف الفرقة سامي الجمعان حول العرض: أعترف بأن طرق تجربة السباعي وملابساتها لم تكن بالأمر الهين ولم تكن بالبساطة إنما اجتهدت لأضع تجربة هذا الرائد السعودي المغامر أمام الرأي العام وأن أعيد للأذهان ما قام به رحمه الله على الرغم مما واجهه وواجه مشروعه من مأساة توقف وإغلاق. وأضاف إذن حدث في مكة مسرحية تبحث في الجانب الاجتماعي للمسرح وهل استطاع أن يرسخ دوره وفاعليته في ثقافة الناس ليأتي الجواب عبر ما جرى للسباعي بأن المسألة ما تزال على المحك وان الوضعية ما تزال مربكه في النظر إلى المسرح لذا تأتي الدعوه صريحه بوجوب إعادة صياغة مفاهيم الناس للمسرح ودوره وأهميته دونما إسفاف أو ما شابه. أشار أيضا إلى الفرقة الأولى التي أنشأها السباعي تحت مسمى دار قريش للتمثيل القصصي الإسلامي فرقة والذي واجهته من مشكلات حيث لم يكتب لها النجاح والاستمراريه، ويؤكد العرض على أن ما عاشته هذه الفرقة عام 61 ميلادية ما يزال المسرح السعودي يعيشه الآن في العام 2012، فما تزال النظره للمسرح غير واضحه لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي ، ولا زال المسرح السعودي مجرد اجتهادات فردية لا مؤسساتية، وأتصور لو أن مشروع دار قريش للسباعي نجح حينها وكرس دور المسرح بين الناس لكنا كسعوديين ننظر للمسرح نظرة اكثر توازنا ووعيا. أما المخرج سلطان النوه فيرى أن سقوط مشروع السباعي له دلالات كبيرة ومن هنا تأتي أهمية توظيفه مسرحيا وإعادة طرحه وطرح طموحاته، بمعنى أننا نقول إن المأساة التي عاشها رائدنا السباعي ما تزال قائمة وأن المسرح ما يزال يعيش على الهامش وأن الحالة بحاجة إلى إعادة وعي الناس بالمسرح الجاد والواعي والفاعل. قدم العرض على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء وشهده حضور كثيف تفاعلوا مع لحظات العرض ومواقفه الكثيرة وتفاعلوا مع المشاهد الدرامية الحزينة التي مر بها الأديب السعودي أحمد السباعي والذي أجاد الفنان خالد الخليفة تجسيد دوره بشكل ملفت على مستوى الشكل والاداء الرفيع فضلا عن السقا الذي جسده الممثل الشاب عبدالرحمن الزيعل والمخرج المصري الذي جسده الفنان المتميز فيصل المحسن وبقية أفراد العرض.