وسط حضور كثيف عرض مساء الخميس الماضي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء مسرحية « حدث في مكة - ترنيمة الى الشيخ احمد السباعي» وهي مسرحية تناقش بدايات المسرح السعودي وأثرها على النظر إلى المسرح إلى يومنا الحاضر، من تأليف الدكتور سامي الجمعان وسينوغرافيا واخراج سلطان النوه، وإنتاج فرقة المملكة للانتاج. وشهد العرض تفاعلا لافتاً مع المواقف الدرامية الكثيرة والمشاهد الحزينة التي مر بها الأديب السعودي أحمد السباعي الذي أجاد الفنان خالد الخليفة تجسيد دوره بشكل ملفت على مستوى الشكل والأداء فضلا عن دور السقا الذي جسده الممثل الشاب عبدالرحمن الزيعل، والمخرج المصري الذي جسده الفنان المتميز فيصل المحسن. يبدأ العرض بمشهد يصف الحماس الذي كان عليه السباعي في مشروعه وكيف اشترى قطعة أرض بنى عليها مسرحه وكيف أسس فرقة واستقطب مخرجا من مصر، إلا انه اصطدم بواقع مغاير لا يتسق مع طموحه وأهدافه السامية، حيث بدأ البعض ترصّد خطواته والإساءة اليه من أجل إسقاط مشروعه وحاول أن يستمر بافتتاح عرضه الأول «فتح مكة» إلا ان مسرحه أغلق في ليلة الافتتاح وسقط المشروع برمته. وأشار العرض أيضا الى الفرقة الأولى التي انشأها السباعي تحت مسمى «دار قريش» للتمثيل القصصي الإسلامي وما واجهها من مشكلات أدت إلى أن لا يكتب لها النجاح والاستمرارية. ويقول مؤلف ومشرف الفرقة الدكتور سامي الجمعان عن العرض: هي مسرحية تبحث في الجانب الاجتماعي للمسرح ..هل استطاع أن يرسخ دوره وفاعليته في ثقافة الناس ليأتي الجواب عبر ما جرى للسباعي بأن المسألة لا تزال على المحك وأن الوضعية لا تزال مربكة في النظر إلى المسرح، لذا تأتي الدعوة صريحة بوجوب إعادة صياغة مفاهيم الناس للمسرح ودوره وأهميته دونما إسفاف. وبين الجمعان أنّ رسالة المسرحية تتلخص في الإشارة الى مشروع السباعي الريادي في إنشاء فرقة مسرحية على أرض مكة في زمن كان الاقتراب من المسرح محل شك وريبة. وذكر الجمعان أن العرض يؤكد أن ما عاشته هذه الفرقة عام 1961ميلادية لا يزال المسرح السعودي يعيشه الان ، فلا تزال النظرة للمسرح غير واضحة لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي، ومازال المسرح السعودي مجرد اجتهادات فردية لا مؤسساتية. اما المخرج سلطان النوه فيرى ان سقوط مشروع السباعي له دلالات كبيرة ومن هنا تأتي أهمية توظيفه مسرحيا واعادة طرحه وطرح طموحاته، بمعنى أن المأساة التي عاشها رائدنا السباعي لا تزال قائمة، وأن المسرح لا يزال يعيش على الهامش وأن الحالة بحاجة الى إعادة وعي الناس بالمسرح الجاد والواعي والفاعل.