مع تطور (البوابات الإلكترونية) للوزارات والمؤسسات الخدمية، مازالت بعض المعاملات لدينا تحتاج لإنجازها (أعزكم الله) الاستعانة (بحذاء سوداني) يطلق عليه اسم (تموت تخلي) أو مايُعرف (بأم شقن)، ليس بضرب (المسؤول) عن التأخير على (رأسه) لاسمح الله ؟ بل على أمل ترك ( الحذاء) الذي يُصنع من (كفرات السيارات) أو (عجلات الدراجات) للورثة مع (رقم المعاملة) لمتابعة مجرياتها على الطريقة السودانية ؟!. الأشقاء (السودانيون) ومن خلال (أم شقن) هذه أثبتوا أنهم أكثر إصراراً وخبرة (منا) في إنجاز الأمور والصبر على (السير لمسافات طويلة) لتعقب أثر (المعاملة) من دائرة إلى دائرة ومن وزارة إلى وزارة، حتى لو كانت تلك (المعاملة) تسير ببطء شديد وتسويف مقيت يُصيب (المراجع) بأنواع الإحباط والملل، إلا أن شعارهم (وراك وراك) والزمن أغبر ؟!. فابتكار (تموت تخلي) الذي عرفه (أهل أفريقيا) أظنه نوعاً فريداً من (الأحذية العالمية) التي لم يعرف عنها (المُصممون العالميون) شيئاً، ولم تعرفه الكثير من الشعوب التي (تعاني) مرارة المراجعة والتسويف للمتابعة, إذا ما استثنينا خياطة بعض (نعال) الرعاة الغنم قديماً بقطعة (استك سفلية)حتى لاتتقطع !. وأقترح أن يبدأ كل مراجع اليوم (بتفصيل) جوز من (تموت تخلي) بعد استلامه (لرقم الوارد) مباشرة، لأنه من المؤكد بقاء (الحذاء) بعد (موت صاحبة) مما سيعني إشارة للورثة بالاستمرار في (تعقب المعاملة) بعد الوفاة ؟!. وأنا هنا لا أبالغ، فمن شاهد (متوسط أعمار) من حضروا ل (قرعة) توزيع الأراضي في الرياض قبل (يومين) يعرف كم نحن بحاجة إلى (تموت تخلي) وبشدة !! خصوصاً إذا عرفنا أن هناك من ينتظر منذ العام (1405ه) لاستلام (منحة أرض) لعله يقيم عليها منزلاً يغنيه وأبنائه و أحفاده من (لهيب) الإيجار ولكن لاحياة لمن تنادي !!. أحد الكتاب السودانيين قال عن (الحذاء السحري) : إنه يحتل مكانة عميقة ومرموقة في ثقافة الرعاة والمزارعين والصابرين على السير (في الرمضاء) لمسافات طويلة !. وأنا أقول: إننا أكثر صبراً وقدرة (للمشي) لمسافات أطول بحثاً عن (أراضٍ صالحة) للسكن، ولو في مدينة (كوستي) حيث صناعة (تموت تخلي) !. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]