لا أبالغ إنْ قلت إنّ الإعلاميين السعوديين من الجنسين (يملأون) وبكل اقتدار، معظم (صالات التحرير) وشاشات التلفزيونات السعودية والخليجية وبعض القنوات العربية وحتى الأجنبية، ويدخلون في تنافس شرس مع بعض (الجنسيات) لإثبات قدرة الإعلامي السعودي على المنافسة الشريفة والتفوُّق في تقديم (المادة الإعلامية) المشوّقة بكل مهنية واحتراف!. ومما يجعل في الحلق (غصّة) هو تهكُّم بعض الزملاء الإعلاميين العرب على (الإعلامي السعودي) وانتقاد إسناد مهام (رئيسة وجوهرية) له في بعض المحطات التلفزيوينة أو المؤسسات الإعلامية، لأنهم يعتقدون ويردِّدون دوماً: كيف يمكن الاعتماد على نتاج أقسام إعلام (ثانوية غير معترف بها أصلاً) وملحقة ببعض الكليات الجامعية ؟!. وحقيقة لا ألومهم فالقصور منا نحن ؟!، لأننا أعطينا إيحاءً خاطئاً بأنّ (الإعلام) ليس تخصُّصاً مُهمّاً ومستقلاً مُعترفاً به أصلاً في التعليم الجامعي السعودي بدليل عدم وجود (كلية مستقلة) للإعلام، إذا ما استثنيا (كلية الدعوة والإعلام) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتي ترتبط بالدعوة بشكل كبير، ويتصوّر الكثيرون أنها (كلية) لتخريج (دعاة إعلاميين) فقط، وفي النهاية يجب أن نعترف أنها ليست كلية إعلام مستقلة؟!. من المحزن أننا أول من (بدع الإعلام) وقدمه كتخصص يتم تعليمه وتقديمه في التعليم العالي الخليجي، من خلال قسم الإعلام (بجامعة الملك سعود)، ونحن أول من قدم المسرح (كتخصص) ملحق بقسم الإعلام ولكن ما هي النتيجة؟!. أغلقت (شعبة المسرح) لدينا وطردت من الإعلام السعودي وحكم عليها بالنفي! وبقي قسم الإعلام (علم المُستقبل) يصارع من أجل البقاء بين أقسام التاريخ والآثار؟!. وفي المقابل افتتحت أقسام (للإعلام) في الجامعات الخليجية والعربية بعده، ولكنها تطوّرت حتى أصبحت (كليات مستقلة)، بل إنّ البعض يتحدث عن إنشاء (جامعة مستقلة) للإعلام والاتصال بالخليج!!. إننا نعيش (طفرة إعلامية) سعودية تتطلّب رفدها بالمتخصصين والممارسين المؤهّلين وسط هذا الجفاف في منابع (الاتصال لدينا) فلا معاهد ولا مراكز (فاعلة) لتدريب الإعلاميين وتطويرهم, الأمر الذي يتطلّب النظر في تغيير الوضع (بشكل عاجل) لإنشاء (كلية إعلام سعودية مستقلة) بكل أقسام الإعلام وتخصصاته السينمائية والتصويرية والفنون الجميلة، لتكون مصدر (إشعاع وتنوير) متزن للحراك الاجتماعي والثقافي والرياضي والاقتصادي الذي نعيشه في المملكة !. جيل الإعلاميين اليوم في المحطات والمؤسسات الإعلامية (سيُعابل نفسه) كما نقول بالعامية، ولكن من للأجيال الإعلامية القادمة ؟!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]