الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان له اهتمام وعناية بتصحيح وتوثيق المعلومات، وهذا اجتهاد مفيد ومشكور، حيث يتكرر نشر معلومات خاطئة بدوافع قصور المعرفة أو لدوافع شخصية. وقد تكررت الكتابة بدعوى أن مؤسسة صحيفة (القصيم) هو الشيخ صالح العمري. وهذا القول مغاير للحقيقة الموثقة تاريخياً وإعلامياً، وهي أن مؤسس صحيفة القصيم هو عبدالله العلي الصانع بهدف نشر الوعي الثقافي في موطنه (القصيم) وسائر مناطق المملكة، وكانت خطوة رائدة تحسب لذلك الرجل الوطني الغيور. ولكن تلك الصحيفة توقفت مع صدور نظام تحويل ما يسمى (صحافة الأفراد) إلى مؤسسات صحفية، وقد نشرت جريدة (الجزيرة) بتاريخ 23-11-1433ه موضوعاً للأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان بعنوان (مؤسس صحيفة القصيم هو عبدالله العلي الصانع وليس صالح العمري). وهذا ما تشهد به سجلات وزارة الثقافة والإعلام والكتب التاريخية الوثائقية. وحين نعمد إلى إثبات هذه الحقيقة لا يعني أننا ننتقص من مكانة وجهود الشيخ صالح العمري، ولكن لا مجاملة على حساب الحقيقة، والحقيقة تفرض نفسها ويحترمها كل منصف. وما زلنا أنا وأمثالي من القراء - وهم كثر - نتطلع إلى أن يتبني المخلصون من رجال الأعمال والفكر من أبناء القصيم إصدار صحيفة جديدة في منطقة القصيم الحديثة التي وصلت إلى المستوى المرموق من التطور العمراني والثقافي. والصحيفة الهادفة ستعزز مسيرة التطوير والتنوير إن شاء الله. ومن الطريف أن الأستاذ محمد الحمدان مصحح الأخطاء التاريخية قد وقع في خطأ من حيث لا يدري حيث قال: «كما أنشأت الجزيرة مؤسسة مستقلة ومنفصلة عن مجلة الجزيرة للشيخ عبدالله بن محمد بن خميس - رحمه الله». وحسب معلوماتي أن صحيفة الجزيرة من الناحية المعنوية امتداد لمجلة (الجزيرة) الشهرية التي أسسها وأصدرها الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس عام 1379ه - 1960م. وهذا التاريخ مثبت في ترويسة صحيفة (الجزيرة) اليومية الحالية، مما يؤكد أن (الجزيرة) اليومية امتداد لمجلة (الجزيرة) الشهرية. وقياساً على ذلك أصدر الأستاذ حمد الجاسر مجلة (اليمامة) عام 1372ه - 1953م وتدرجت في التقدم المستمر، وفي عام 1375ه تحولت (اليمامة) من مجلة شهرية إلى جريدة أسبوعية، وفي عام 1385ه عادت اليمامة فصدرت على شكل مجلة أسبوعية مصورة تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية. ومع هذه التغييرات ظلت تحمل في ترويستها تاريخ تأسيسها عام 1372ه واسم مؤسسها الرائد الأستاذ حمد الجاسر. وتثبيت تاريخ التأسيس واسم المؤسس أو المؤسسين قاعدة سبقتنا إليها الصحافة المصرية منذ عقود طويلة، فجريدة (الأهرام) عمرها 136 سنة ومثبت في الصفحة الأولى مع اسمي مؤسسيها سليم وبشارة تقلا اللبنانيين. وجريدة (أخبار اليوم) بلغت سنتها ال 67 وتكتب مع اسمي مؤسسيها مصطفى وعلي أمين 1944م. واسما المؤسسين وتاريخ التأسيس تكتب على جميع إصدارات دار (أخبار اليوم). - أحمد بن محمد الصائغ