أحلام تبخرت وأماني في مهب الريح، وصدمة كبرى للجمهور العاشق الذي تكبّد مشقة السفر والانتظار، وبح صوته وارتفعت راياته، وكان حضوره الجميل بدرجة تميز.. وكان هذا الجمهور العاشق ينتظر بداية صافرة الحكم الإيراني لبدء اللقاء التاريخي.. وهي تعيش بحلم كبير وتأمل أن يزرع لاعبو الزعيم الفرحة في ملعب الأمير فيصل بن فهد.. وأطلقت الجماهير العاشقة (الفلاشات) لتسجل ذكرى لا تنسى لأهداف لم تصنع مع الأسف.. ولسان حالهم قبل نهاية اللقاء يقول (عسى ما تزود الغلة). والحقيقة أن الجمهور المثالي) خرج عن طوره وأعلن عن غضبه فلم يصدق أن هذا الفريق الذي يرتدي القميص الأزرق أمامه هو الهلال (المرعب) وبطل آسيا في الماضي القريب.. لقد أربك الزعيم (سابقاً) حسابات المتابعين والمحللين والنقاد.. وجعلهم يتساءلون هل زعامة آسيا (طلقت) عشيقها الأزرق. إن اللاعبين يبدو عليهم الأسى والحزن بعد نهاية المباراة ولم يقتربوا من الفلاشات وعدسات المصورين لمقابلة عابرة أو لقاء سريع نتيجة خطف البطولة منهم وأمام جمهورهم وفي عقر دارهم.. فذلك جرح أصاب البيت (الهلالي) بالصداع والحمى الرياضية. وقد تابع الجميع المؤتمر الصحفي للمدير الفني السيد (كومبواريه) الذي أشار فيه إلى أن مستوى الفريق الكوري (أولسان) كان كبيراً وأفقدنا عنصر المتابعة والتركيز ومجاراته داخل الميدان وكنا سلبيين. في هذا اللقاء مع الأسف سقطت الأسماء الكبيرة محلية وأجنبية ولم (ينجح أحد) في تقديم ما يشفع لها بعد هذه الخسارة المدوية.. وفقد المتابع المتعة الهلالية والأداء المميز والجهد الخارق حتى مع البدلاء.. بل حتى حارس المرمى (السديري) لم يكن حاضراً بصورة جيدة وخاصة خلال الهدفين بالشوط الأول. إن أربعة أهداف كبيرة في فريق يشهد رعاية مالية (خمس نجوم)، بل إن الخسارة مقلب مزعج أصاب الإدارة المجتهدة بنوع من الإحباط.. لكن عليها أن تكون حاضرة وتطرح جميع السلبيات سواء كانت إدارية أو مالية أو فنية، وأن تضع يدها على الجرح حتى لا يزداد نزيفاً مع دوري زين ويجب على اللاعبين أن ينسوا هذه (الكارثة) ويعتبرونها كبوة جواد خارج حساباتهم وأن يفكروا في مستقبلهم مع الدوري السعودي وبطولات الموسم الرياضي. وعلى الإدارة ألا يكون لديها قرار سريع (لم ينضج بعد) كالابتعاد الإداري (الاستقالة) أو يكون المدير الفني كبش الفداء لهذه الكبوة أو حتى تسريع لاعبين لأن الهلال صراحة لم يكن في يومه وكثير من الأندية قد تشهد تقلبات في مستوياتها مع احترام وجهات نظر الجمهور الكبير العاشق. ويبدو أن الإعلام (الأزرق) وربما لغة الثقة داخل المركز الإعلامي الهلالي قد ساهم في زرع (النشوة المبكرة) لدى اللاعبين وأعلنوا داخل أنفسهم نهاية سعيدة ولم يحترموا الخصم بما فيه الكفاءة وربما أصابهم شيء من (الغرور) والثقة الزائدة.. حتى الجهاز الفني هو الآخر لم تكن حساباته دقيقة وأسقط بيده وفاجأته (رباعية) ذهبية رسمها النجوم الكوريون والذين قدموا دروسا في فن الكرة وإدارة المباراة ورسموا لوحات كروية ومهارات فنية عالية، وأما التحكيم لم يكن سيئاً إذا استثنينا عدم احتسابه ضربة (الجزاء) التي ربما أنها لو أعلنت ستحفظ ماء الوجه لزعيم آسيا الذي أضاع مفتاح الزعامة حتى إشعار آخر وإلى اللقاء. [email protected] - الرس