بعد أيام من انتكاسة أولسان, وبعد أن أخذت من النقد والتحليل والتهويل والتصعيد مايكفي في كل تفاصيلها يبقى المفيد والمهم والسؤال العريض الذي يدور في أذهان المتابعين وقبلهم الهلاليين: أيهما أفضل للهلال بقاء أم رحيل الإدارة؟ بالنسبة لي دائما مااقول إننا كإعلاميين لسنا مخولين وغير معنيين بالإجابة على هكذا أسئلة تندرج ضمن خصوصيات ومسئوليات الأندية نفسها, فهي وحدها بمنسوبيها ومسيريها من يملك حق اتخاذ هذه القرارات, لكن هذا لايلغي علينا مزاولة أدوارنا وواجباتنا الإعلامية, نتناقش نتحاور ندلي بآرائنا في حدود نقد العمل ونتائجه بعيدا عن التدخل في شئونها أو ممارسة الوصاية عليها أوالحديث باسمها ونيابة عن جماهيرها.. فيما يتعلق بإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومثلما قلنا إنها تحمست وبذلت وأنفقت مئات الملايين ونجحت وأنتجت وأنجزت وحققت ألقابا وبطولات في بداية عهدها فلها كذلك أخطائها التي أدت إلى تراجع مستوى ونتائج الفريق منذ الموسم الماضي, تعاقداتها مع المدربين واللاعبين السعوديين وغير السعوديين لم تكن بمستوى المواسم الثلاثة الأولى, إضافة إلى أن الأجواء الداخلية للنادي سواء فيما بين الإدارة وأعضاء الشرف أو مع اللاعبين لم تكن هي الأخرى تحفز وتساعد على ارتقاء الفريق وزيادة قوته في المنافسة محليا وآسيويا.. إدارة النادي هي من تتحمل خطأ تغيير المدربين والتعاقد مع لاعبين محليين لم يثبت أحدا منهم جدارته في أن يكون عنصرا أساسيا ومفيدا للفريق, الأمر الذي ساهم في عدم استقراره وبالتالي الضغط والتأثير سلبا على الإدارة في اتخاذ قرارات ارتجالية مبنية على ردود أفعال وقتية لمجرد تحاشي سخط واستياء الجماهير, ويتضح ذلك في غربلة المدربين وكان أبرزهم الألماني (دول), وفي عدم حسم موضوع الفريدي, وفي التعاقد مع الحارثي في وقت تتنازل فيه عن ياسر والمحياني, في ذهاب وإياب ثم مغادرة ويلهمسون, في موقفها الضعيف مع تصرفات وتجاوزات الحارس العتيبي, في تدهور الفئات السنية..يحدث هذا في الهلال في وقت تتطور وتتقدم فيه الأندية الأخرى المنافسة وبنفس الطريقة التي تميز وبرز فيها الهلال, تماما كحال منتخبنا والمنتخبات الأخرى الآسيوية وحتى العربية والخليجية.. عدم الاستقرار الفني الذي اضر بالهلال سيمتد ضرره أكثر وأقسى واشمل فيما لو استقالت إدارة الأمير عبدالرحمن ليس لان الوقت غير مناسب لاتخاذ هذا القرار وإنما لأنها رغم أخطائها لديها الإمكانات والمؤهلات والمواصفات التي تجعلها قادرة على العودة إلى سابق تألقها وحماسها وتفانيها متى ما اعترفت أولا بأخطائها, واستقطبت ضمن أعضائها إداريون لديهم الخبرة والفهم والإلمام والفكر بفنون وهموم ودهاليز ومشاكل وأزمات الكرة وتعاقداتها ورسم خططها وبرامجها ومنهجيتها بأسلوب احترافي من السهل تحقيقه في ناد كالهلال.. العلاج بالصدمة بالمناسبة وفي سائر قياساتنا وتقديرنا لمواقفنا وإدارتنا لأزماتنا كثيرا ما نفشل في حل مشاكلنا لأننا نتعامل معها بحسب حجم ونوعية وكمية نتائجها وننسى تماما أسبابها, ننظر للتقصير أو الخلل في موقع ما على أنه طبيعيا طالما أن الأمور لم تصل إلى حد يصعب احتوائها وتبريرها والتستر عليها, المسألة أشبه ماتكون بنتيجة مباراة, فالخسارة لن تكون مؤثرة ومؤلمة وغير جديرة بالاهتمام والانفعال والبحث والتقصي حتى وأن كان ثمنها فقدان لقب أو خروج من بطولة إلا حينما تبلغ نتيجتها رقما يحيلها إلى مأساة وكارثة وفضيحة.. عندما يكون ضحية الخطأ شخص واحد فان تصحيحه لاينبغي تأجيله لحين ارتفاع عدد الضحايا, وساعتها سيكون الحل صعبا ومعقدا وربما مستحيلا, إلى جانب أن ردود الأفعال ستفجر في هذه الحالة مزيدا من الأزمات الخانقة والانعكاسات المزعجة, وهنا من الضروري أن نعتمد في تقييمنا للأحداث على المضمون لا على الشكل, فمثلا في الشأن الكروي من الممكن أن تكون الإدارة والمدرب والفريق عموما في الطريق الصحيح وان خسر الفريق, وقد يكون العكس وإن فاز.. الجماهير تكسب تشدني آراء الجماهير فهي بصدقها وعفويتها تمثل التعبير الحقيقي البعيد عن المجاملة واللف والدوران والحسابات والاعتبارات الشخصية, كما أن المشجع أطول عمرا وأكثر خبرة في ناديه من الإداري والمدرب واللاعب كونه يحمل صفة دائمة وبطاقة انتماء لاتتقيد بمدة وغير مرتبطة برسوم ومبالغ مالية ولاتنتهي بنهاية فترة إدارة أو الاستغناء عن مدرب أو اعتزال نجم, انفعالاتهم لذيذة رغم قسوتها, تشخص العلل بلغة مفهومة ومختصرة ومباشرة, يشرحون معاناتهم ويقدمون آرائهم بمعطيات ووقائع وحقائق لاتقبل الشكيك والتأويل والفلسفة الزائدة, يتفوقون في تحليلاتهم وقراءاتهم على المع النقاد والمحللين.. تابعت مؤخرا برنامج الزميل المتجدد محمد الدرع (في الثمانيات) فوجدت في أسلوبه ومداخلات ضيوفه من جماهير الأندية كلاما واقعيا مقنعا يوصل الرسالة ويحقق الهدف الإعلامي والأداء المهني من هذه البرامج, بعد أن مللنا من تلك الغارقة في الانطباعية والانتهازية وتصفية الحسابات, الأجمل في هذا البرنامج وفي بعض البرامج الجماهيرية في قناة لاين سبورت وإذاعة(ufm) أن هنالك احتراما لافتا وحوارا حضاريا بين جماهير الأندية المتنافسة أرقى بكثير من سجالات وصراعات إداريين لهم مكانتهم وإعلاميين كبار لهم وزنهم وتأثيرهم على الرأي العام. [email protected]