هكذا هي حال الدنيا الفانية فكل من هو عليها زائل بلا محالة بمشيئة الله وقدرته فما هي إلا أعمار كتبها وقدرها الخالق جل وعلا لمخلوقاته فمنا من لقي نحبه ومنا من هو ينتظر وسيلحق الجميع بأولئك الذين سبقوهم وصدق الباري عز وجل في محكم تنزيله {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ونحمد الله على قضائه وقدره ففي الأمس القريب غيب الموت فضيلة الشيخ محمد بن ياسين الخياط إمام وخطيب جامع الأمير عبدالعزيز بن مساعد بمدينة عرعر بعد حياة أفناها في طاعة الباري والعمل بكل ما يقربه إليه.. هذا الشيخ الجليل الذي وافاه الأجل المحتوم وهو يرقد على السرير الأبيض في واحد من المستشفيات في مدينة الرياض وقد وري جثمانه الطاهر الثرى هناك.. فمن منا لا يعرف هذا الشيخ الجليل ؟ وبخاصة نحن أهل الشمال فالجميع يعرفه تماما عندما كان أستاذا في العلوم الشرعية في المعهد العلمي بتبوك ثم انتقل إلى المعهد العلمي في عرعر التابعين لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم إماماً وخطيبا في جامع الأمير عبدالعزيز بن مساعد بمدينة عرعر إلى أن توفاه الله.. فقد كان طيب الله ثراه محبوب لدى كل الناس وكان يحظى باحترام وتقدير بالغين من الجميع صغاراً وكباراً رجالاً ونساء لما يتمتع به رحمه الله من سجايا فاضلة وسيرة عطرة واحترام للآخرين وتواصل منقطع النظير مع الأقرباء ورفاق دربه ومحبيه وعامة الناس في المناسبات الاجتماعية والأعياد وكان الجميع من رجال ونساء وأطفال حريصون على أن يؤدوا الصلوات معه وبخاصة في شهر رمضان المبارك فإنك قد ترى الزحام الكبير من هؤلاء المصلين في هذا الجامع لما يجدونه فيه من خشوع وطمأنينة إلى جانب أشرافه على العديد من حلقات القرآن الكريم والسيرة النبوية لجميع الفئات العمرية بعد انقضاء الكثير من الصلوات وقيامة في العديد من المحاضرات الدينية التي تلقى حضورا كبيرا من المصلين لما يتمتع به رحمه الله من علم واسع كما أنه قد درس على يديه عدد كبير من أبناء المنطقة هم الآن دعاة وطلبة علم.. إن الحديث عن مآثر هذا الشيخ الجليل والفريد لا نستطيع أن نفيها حقها في مقال كهذا وإنا على فراقك لمحزونون أنت أيها الشيخ الجليل.. محمد بن ياسين الخياط ونسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته وأن يجمعنا وإياكم مع الصديقين والشهداء وأن يكتب ما قدمتموه من أعمال خيره وجهود مباركة ومساع حميدة في موازين حسناتكم وأن يلهمنا وأهلكم وذويم ومحبيكم الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. [email protected]