الحج أشهر وأقدم العبادات السماوية التي عرفتها البشرية، وقد أسس لتلك الغاية أول بيت مبارك بمكةالمكرمة وفيه قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} آل عمران : 96 وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وأحد الشعائر العظيمة التي تتكرر كل عام في أشهر معلومات {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} البقرة : 197 والحج من أكبر الوسائل الدعوية والتوعوية، حيث يجتمع ملايين المسلمين من أعراق وجنسيات مختلفة من كل بقاع الأرض في مكان واحد، وهو بمثابة مؤتمر كبير يلتقي فيه القاصي والداني لتأدية شعائر هذا الركن العظيم، حيث يقول تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } الحج : 27. إلا أن المتأمل في حال الحجيج اليوم يشاهد مظاهر الأمية الشرعية بادية في الدين بعامة، وفيما يتعلق بأمر نسك الحج بصفة خاصة وذلك يعود بصفة أساسية إلى تقصير الحاج في التفقه في الدين ومعرفة الأحكام التفصيلية المتعلقة بشأن الحج والعمرة والزيارة، قبل قدومه وإما إلى جغرافية المكان العسرة الفهم في مكة والمشاعر على الآتي لها لأول مرة، وإما إلى مبادرة كثير من الجهلة وأنصاف المتعلمين إلى الفتيا والتوقيع عن رب العالمين بغير علم. ومن هنا كان أمر التوعية في الحج أمرا واجبا شرعا لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ فأخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها بذل كل جهد حتى يتسنى للحاج أن يؤدي النسك وفق مراد الله تعالى، ولما كانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد منوطا بها القيام بأعمال التوعية في الحج من خلال الأمانة العامة للتوعية في الحج لم تدخر جهدا في وضع الخطط والبرامج والعمل على تنفيذها للوصول للهدف المرجو تيسيرا على الحجيج لأداء مناسكهم صحيحة وفق ما أراد الشارع و تبذل الوزارة قصارى جهدها في هذا الصدد، وتسعى إلى التجديد والتطوير للارتقاء بالخدمات التي تقدمها إلى مستويات أعلى وأحسن حتى يؤدي الحجاج مناسكهم عن علم ووعي ودراية، فقامت الوزارة بإعداد خطط التوعية للوصول لهذا الهدف فيشارك الآن مئات الدعاة والمترجمين والإعلاميين والإداريين والفنيين في تنفيذ الخطة الشاملة لتوعية الحجاج التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على مرحلتين الأولى قبل الحج والثانية بعد الموسم عبر برامج متنوعة جاري تنفيذها في المواقيت والمنافذ الجوية والبحرية والبرية ومواقع تجمع الحجاج وإسكانهم في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة كما تعكف الوزارة على طباعة الكتب والمطويات التي تعرف الحاج بالنسك فقامت بطباعة ملايين المطويات تم توزيعها على جميع فروع الوزارة بمناطق المملكة ومراكز الدعوة والإرشاد وإدارات الأوقاف والمساجد في المحافظات ومنافذ الدخول البرية والجوية والبحرية ومؤسسات حجاج الداخل لتوزيعها على الراغبين في أداء الفريضة إضافة إلى توزيع لوحات إرشادية للمناسك في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة. ولقد تعاونت الوزارة وتتعاون مع عدد كبير من القنوات الفضائية لبث البرامج التعليمية عن المناسك وكيفية القيام بها على الوجه الأكمل ،وقد نجحت الوزارة بفضل الله تعالى في تطويع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل الاتصال المباشر والغير مباشر، ووسائل الإعلان بكافة أنواعه، لإيصال المعلومات الفقهية والتوعوية والإرشادية التي يحتاج إليها ضيوف الرحمن باثنين وثلاثون لغة عالمية، باستخدام الكتاب، والشريط، والفيلم، والتلفاز، والإذاعة، والمجلة، والصحيفة، ورسائل الجوال، والهاتف، والانترنت، والمطوية، والأقراص المدمجة، والرسائل الإعلانية المسموعة والمرئية، والمقروءة، والمحاضرات، والدروس، والمواعظ، وشبكة الانترنت، وخدمة الرد على أسئلة المتصلين بالهاتف المجاني بنوعية الآلي والمباشر. وبعد فإن الوزارة تبذل قصارى جهدها في خدمة ضيوف الرحمن في مجال اختصاصها، وتسعى إلى التجديد والتطوير للارتقاء بالخدمات التي تقدمها إلى مستويات أعلى وأحسن حتى يؤدي الحجاج مناسكهم عن علم ووعي ودراية لذلك وضعت خططاً وجندت إمكانات بشرية متكاملة لتحقيق عمل دعوي متميز في الحج. ويأتي ذلك كله إنفاذا للتوجيه السامي الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهم الله - الذي يقضي باتخاذ كل الخطوات وتسخير جميع الإمكانات للمحافظة على أرواح ضيوف الرحمن وتحقيق الأمن والأمان لهم في رحلتهم المقدسة واعتماد جميع السبل المؤدية لتحقيق الأهداف الخيرة النبيلة، وذلك ضمن منظومة حكومية متكاملة تحت مظلة اللجنة العليا للحج التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير/ أحمد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية - حفظه الله - ولجنة الحج المركزية بمنطقة مكةالمكرمة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير/ خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة - حفظه الله - ولجنة الحج المركزية بمنطقة المدينةالمنورة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة - حفظه الله - في عمل دؤوب متنائم بين أجهزة الدولة المختلفة. وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد - أستاذ الدراسات العليا