جاء انطلاق المعرض الزراعي 2012 في الرياض البارحة الأولى ليرسم صورة عما يمكن أن يكون عليه القطاع الزراعي والغذائي خلال الفترة الماضية. ووفق مصادر زراعية حضرت المعرض الذي افتتحه المهندس عبد الكريم الخريجي مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق نيابة عن معالي وزير الزراعة، فإن المشاركة هذا العام تختلف عن الأعوام الماضية من حيث الكثافة حيث شاركت شركات في الأغذية والزراعة من مختلف دول العالم، لكن اللافت فيها شركات بريطانية وأمريكية وهولندية وهندية. ويبدو واضحا للمراقب مشاركة شركات تعمل في تقنيات ترشيد المياه، حيث عرضت أكثر من شركة منتجات مرشدة للمياه سواء في الأعلاف أو الخضراوات. وعرضت شركات أخرى تقنيات علمية تتعلق بإنتاج الأنسجة تعمل على زيادة المنتج دون رفع مساحة الأرض المزورعة. وألقت أزمة الغذاء العالمية بظلالها على المعرض حيث عرضت عدة جهات شراكات مع سعوديين وخليجيين للزراعة في الخارج. وتتوقع مصادر زراعية أن يوقع على هامش المعرض صفقات تجارية، لكن حتى الآن لم تعلن تفاصيل أو قيم هذه الصفقات. وترشح المصادر الزراعية شركات الأغذية وخاصة تصنيع البطاطس بالظفر في أكبر قدر من الصفقات خاصة في ظل منع المملكة تصدير البطاطس وهو ما قد يدفع بشركات التصنيع للدخول إلى السوق السعودية لتكون بالقرب من المنتج الأساسي. ولم يخل المعرض من منتجات عضوية (وهي المنتجات التي لا تستخدم الأسمدة) حيث جهزت جمعية الزراعة العضوية السعودية أجنحة للمزارعين بعد أن تحملت جزءا من التكلفة. ويستمر المعرض حتى الجمعة، ويتزامن مع بداية موسم زراعة 2013، حيث عرضت عدة شركات معدات زراعية جديدة ومطورة قادرة على أداء أكثر من مهمة في آن واحد. وكان معالي المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي المدير العام للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق قد أكد ل «الجزيرة» أن المملكة ولله الحمد لا تعاني من أي أزمة دقيق، وأنها تملك مخزونات استراتيجية تكفي لأكثر من ستة أشهر القادمة، لافتا أنه معظم الاحتياجات من الدقيق مؤمنة إلى شهر فبراير المقبل من العام القادم، ومؤكدا في الوقت نفسه أنه بالنسبة للقمح فلا توجد أي مشكلة لتأمين الكميات التي تستهلكها المملكة. وأشار الخريجي أن القطاع الخاص يقوم بدور مهم في صناعة الغذاء وسد حاجة السوق المحلي من مختلف الأصناف، مؤكدا أنه شريك مهم في العملية التنموية للبلاد. وثمن معالي مدير عام الصوامع ومطاحن الدقيق الحضور المميز للشركات وخاصة فيما يخص ترشيد مياه الري في المعرض الزراعي، منوها بالدور اللافت لاستخدام التقنية الحديثة في عمليات الري التي تساعد في تقليل استخدام المياه في المجال الزراعي، مضيفا فيما يخص على دور وزارة الزراعة في المحافظة على المياه في ظل الشح الذي تشهده المملكة، أن وزارة الزراعة اتخذت خطوات جادة منها وقف تصدير المحاصيل التي تنتج في الأراضي الزراعية المكشوفة، وكذلك تخفيض كميات إنتاج القمح خلال الأعوام المقبلة إلى حين وقف زراعته في المملكة، والاستعاضة عنه بالاستيراد الكامل من الخارج، وكل هذه الخطوات الجادة من شأنها المحافظة على المياه.