وقعت سلسلة انفجارات في دمشق أمس الثلاثاء استهدفت مقراً للشبيحة وقوات النظام مما أدى إلى مقتل العشرات, في حين استمرت العمليات العسكرية والقصف في حلب وعدة مدن أخرى.. وقُتل أمس أكثر من 80 شخصاً في أعمال العنف في أنحاء سوريا. وأكد ناشطون سوريون أن انفجارات وقعت أمس في مقر لشبيحة النظام السوري في العاصمة دمشق. وأعلنت «ألوية أحفاد الرسول» التابعة للمجلس العسكري الثوري في العاصمة السورية تبنيها لتفجير مدرسة عسكرية تستخدمها قوات الأمن وميليشيات موالية للحكومة قرب فرع فلسطين للمخابرات في دمشق. ونقلت قناة «العربية» الإخبارية عن بيان للألوية أنها زرعت عبوات ناسفة في أحد خزانات الوقود في مدرسة الشهداء التي تشترك مع فرع فلسطين في المبنى، مشيرة إلى أن العملية تمت بالتعاون مع أشخاص من داخل المنظومة الأمنية، وأسفرت التفجيرات عن مقتل عشرات الضباط والجنود من قوات النظام السوري بينهم لواء وعميد وعدد من الشبيحة. وفي مدينة حلب, أعلنت القوات السورية أمس استعادتها السيطرة على حي العرقوب الكبير في شرق المدينة، في وقت أفاد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استمرار الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في الحي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من جهته أن المعارك مستمرة في المنطقة، و «لا يمكن الحديث عن سيطرة، طالما المعارك مستمرة». وكانت أحياء هنانو والميسر والكلاسة في مدينة حلب ومدينة الباب في ريفها تعرضت للقصف من القوات النظامية صباحاً. وفي حماة, نجا القيادي في الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين من محاولة اغتيال ليل الاثنين - الثلاثاء قام بها مسلحون تابعون للقوات النظامية في السلمية في محافظة حماة في وسط البلاد، حسبما أفاد مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل فهد المصري أمس. وواصلت قوات النظام قصف مناطق في إدلب ودير الزور وحمص وحماة. وفي هضبة الجولان السورية المحتلة, سقطت قذائف هاون سورية أطلقت كما يبدو خلال القتال بين القوات السورية الحكومية ومسلحي المعارضة، في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل صباح أمس الثلاثاء بدون وقوع إصابات، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. وقال متحدث باسم الجيش إن «قذائف هاون سقطت في وقت مبكر من هذا الصباح في هضبة الجولان دون وقوع أضرار أو إصابات».. وأضاف أن «القذائف كانت تستهدف قرى داخل سوريا في إطار النزاع الدائر حالياً». من جهة أخرى, ذكرت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) الخيرية البريطانية أمس الثلاثاء أن الأطفال في سورية يتعرضون للتعذيب والاعتقال والخطف. وقال بعض هؤلاء الأطفال إنهم تعرضوا لصدمات كهربائية خلال اعتقالهم، كما وضعوا في زنزانات مع جثث تحللت. وذكر الصبي السوري وائل أنه رأى بعينيه طفلاً آخر عمره ستة أعوام وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعدما تعرض للتعذيب والحرمان من الطعام. وقال للمنظمة الخيرية: «رأيته يموت.. احتمل فقط ثلاثة أيام ثم مات».. وقالت المنظمة، استناداً لأقوال لاجئين سوريين، أن أغلب هؤلاء الأطفال تعرضوا لصدمات شديدة.. وقد شاهد معظم الأطفال الذين تحدثوا للمنظمة أفراداً من أسرهم يُقتلون على مدار 18 شهراً من الاضطرابات التي اندلعت في مارس عام 2011. وقال أحد الأطفال اسمه حسن (14 عاماً) إنه رأى «جثثاً وجرحى في كل مكان».. وأضاف «شاهدت أعضاء بشرية مكدسة فوق بعضها البعض.. الكلاب تنهش الجثث بعد يومين على المجزرة». ويأتي التقرير بعد يوم واحد من إعلان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أن الوضع في سورية يزداد تدهوراً. وقال الإبراهيمي عقب إطلاع مجلس الأمن على فحوى زيارته مؤخراً لسورية، إن لديه «بضعة أفكار» وليس خطة كاملة بشأن كيفية إنهاء الصراع المستمر منذ 18 شهراً والذي وصفه بأنه «سيئ للغاية ويزداد سوءاً».