تواصلت عمليات القتل في سورية امس، وسقط 147 قتيلاً على الاقل حتى السادسة مساء، كما ذكرت «الشبكة السورية»، في مختلف المناطق خصوصاً في حلب حيث أعلنت القوات النظامية السيطرة على احد الأحياء المهمة شرق المدينة. ووقعت سلسلة انفجارات في دمشق استهدفت «هيئة مدارس أبناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق»، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وللمرة الاولى امتدت الاشتباكات الى قرى مرتفعات الجولان المحتل. وأوضح المرصد أن المكان المستهدف، وهو مقر إدارة المدارس يستقبل أبناء شهداء الجيش السوري، يقع على الطريق التي تؤدي إلى مطار دمشق. وقال إن: «الانفجارات كانت قوية إلى درجة أن أسواراً محيطة بالمقر انهارت». ونقلت محطات تلفزة فضائية عربية أن انفجاراً عنيفاً استهدف مركزاً امنياً قرب فرع فلسطين في العاصمة، ما تسبب بمقتل العشرات بينهم ضباط، موضحة ان «ألوية أحفاد الرسول»، وهي جماعة إسلامية منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، تبنت هذه العملية. وذكرت وكالة الانباء السورية «سانا» أن «عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة مسلحة في المبنى» تسببتا بإصابة سبعة أشخاص بجروح. وقال ناشطون ومقاتلون إن قنابل زرعها مقاتلو المعارضة انفجرت في مدرسة تستخدمها قوات الأمن وميليشيات موالية للحكومة في دمشق. إلى ذلك، أعلنت القوات السورية استعادتها السيطرة على حي العرقوب الكبير شرق حلب. وقال مصدر عسكري على الأرض لمراسل وكالة «فرانس برس» إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وإن عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية». وأضاف «انهم يقومون بمداهمات ويفتشون شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها نقلاً عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الإرهابيين وإعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الإرهابيين». لكن المرصد السوري قال إن «المعارك مستمرة في المنطقة»، و»لا يمكن الحديث عن سيطرة، طالما المعارك مستمرة». وفي محافظة حمص، أفاد المرصد بتعرض الرستن والقصير وتلبيسة لقصف عنيف من القوات النظامية ادى الى سقوط أربعة قتلى وتهدم عدد من المنازل. وفي محافظة ادلب، قتل مدني في قصف مدينة معرة النعمان فيما انقطعت الكهرباء في غالبية البلدات والقرى المحيطة منذ يومين، بحسب المرصد. يأتي ذلك فيما سقطت قذائف هاون سورية أطلقت كما يبدو خلال القتال بين القوات السورية الحكومية ومسلحي المعارضة، في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل صباحا من دون وقوع إصابات، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الذي اوضح ان «القذائف كانت تستهدف قرى داخل سورية في إطار النزاع الدائر حالياً». وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قدم شكوى لقوات الأممالمتحدة المكلفة مراقبة الحدود مفادها «أن تسرب النيران من سورية إلى إسرائيل لن يكون مقبولاً». من جانب آخر، أفاد المرصد السوري بأن خمسة جنود على الأقل وعنصرين من المعارضة المسلحة قتلوا إثر هجوم شنه المعارضون على حواجز للقوات النظامية في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري بمحافظة القنيطرة. على الصعيد الانساني، حذرت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» الدولية ومقرها لندن التي تعنى بالاطفال من ان الكثير من الاطفال السوريين الذين يشهدون اعمال القتل والتعذيب وغيرها من الفظائع «مصدومون» جراء النزاع الذي يهز بلادهم منذ قرابة 18 شهرا. وجمعت المنظمة شهادات من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية اظهرت ان «الاطفال تعرضوا لهجمات وحشية وشاهدوا اهلهم واشقاءهم وشقيقاتهم واطفالا اخرين يموتون او شهدوا حالات تعذيب او كانوا هم انفسهم ضحاياها».