اليوم الوطني ذكرى تتجدد معها المعاني الساميَّة، المشكلة لثقافتنا الوحدويَّة التي تميز نسيجنا السعودي عن غيره من المجتمعات المعاصرة، ويشهد على ذلك ما تحقق في ظلِّ قيادتنا الرشيدة من تجاوز العديد والعديد من الحروب والأزمات مما ولًّد لدى الراصدين لحراك المجتمع السعودي قناعة ثابتة بأننا أنموذجٌ وحدويٌّ مازال ينعم بالاستقرار السياسي، وهنا تحضر صورة الرياض.. عاصمتنا الغاليَّة التي تزداد في هذا اليوم المجيد قيمةً تأريخيَّةً ستحفظها الأجيال لتكون أيضًا عاصمة للحوار بين المذاهب الإسلاميَّة ونبضًا للحوار الإسلامي العالمي، في ظلِّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عراب «الحوار» على كافة مستوياته (الوطني، العربي، الإسلامي) بعد اقتراحه - رعاه الله - تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلاميَّة، مقره الرياض في افتتاح أعمال قمة التضامن الإسلامي التي احتضنتها مكةالمكرمة في رمضان الماضي الذي تمَّت الموافقة عليه من قبل الدول المشاركة في القمة، ولا يخفى على الأجيال المتعطشة للسلام أن الهدف من تأسيس هذا المركز هو الوصول لكلمة سواء بين المذاهب الإسلاميَّة في العالم، ويكفي في هذا اليوم المجيد أن نتذكَّر خادم الحرمين الشريفين وهو يتحدث لوفود العالم الإسلامي بجوار البيت العتيق قائلاً: «أقترح عليكم تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلاميَّة، للوصول إلى كلمة سواء، يكون مقره مدينة الرياض، ويُعيَّن أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامي، وباقتراح من الأمانة العامَّة والمجلس الوزاري». ولا شكَّ أنَّ هذا المركز سيعزِّز جهود المنظمات الإسلاميَّة على مختلف المستويات في العالم لتنفيذ إستراتيجيَّة التقريب بين المذاهب الإسلاميَّة التي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي العاشر المنعقد في ماليزيا سنة 2003م، ومن توفيق الله لخادم الحرمين الشريفين راعي الإصلاح الشامل وعراب الحوار أن هذا المركز جاء في وقته المناسب لتحقيق الآمال والتطلعات الكبيرة للأجيال المسلمة؛ ليكون بإذن الله كيانًا مؤسسيًا يدعم بقوة عمل رابطة العالم الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي، مما يسهم في صناعة مجتمع تسوده الأُلْفة وتزينه لغة الحوار بين مختلف ألوان الطيف الإسلامي، لنصبح بحق «جسدًا واحدًا» ومن ثمَّ نقدِّم للعالم أنموذجًا حضاريًا يحترم الاختلاف مع ذاته ويحترف «التعايش» مع الآخر. أخيرًا.. إنَّ يومنا الوطني كعادته يأتي محصلةً طبيعيَّةً لمسيرة عام حافل بالعطاء والإِنْجاز على مختلف مؤسسات الوطن ليضاف إلى رصيدنا الوطني حاضرًا ومستقبلاً من أجل جيلٍ سعوديٍّ يحاور ذاته ويحب إخوته في الدين ويحترم صديقه الإنسان في مختلف الحضارات البشريَّة. [email protected]