فاصلة: ((لا تساوي النساء شيئاً إلاً عندما لا يساوي الرجال شيئاً)) - حكمة عالمية - يكبر الإنسان عادة بسنوات عمره ويكبر وعيه بتجاربه وخبراته إذا استفاد منها، هذه قاعدة عامة. لكنها لا تنطبق على النساء، فلا العمر يشفع للنساء إذا تجاوزن الشباب إلى النُّضج ولا التعليم ولا الوعي، أن يصنعن قراراً ويتحمّلن مسئوليته في مجتمع قررت الأعراف فيه أنّ المرأة نكرة بدون رجل. فالفتاة لا تكبر في نظر المجتمع و»تعقل» إلاّ حين تتزوّج، فإذا ترمّلت أو أصبحت مطلّقة تعود صغيرة وتحتاج إلى الوصاية من قِبل أيّ رجل في العائلة مهما بلغ من الصغر عمره. هذا هو واقع حياة كل امرأة عزباء أو أرملة أو مطلّقة، وفي استعراض لقصص النساء في هذا الدور الاجتماعي يبرز لنا أنّ ما يتناقله الأفراد عن احترامهم للمرأة ودعمها، يتم لأنها فقط على ذمّة رجل، وبمجرّد أن يخرج الزوج من حياتها بأيّ صفة كانت، فإنها تكون في نظر الجميع امرأة ناقصة وضعيفة وتحتاج إلى الوصاية، وهذا يعني أنها غير راشدة مهما بلغ بها العمر، ومهما احتلت منصباً رفيعاً في منظومة تنمية المجتمع. هناك أُسر استطاعت أن تخرج من هذا القالب التقليدي وكان رجالها يقدِّرون المرأة بمعنى الكلمة، ولا يستعملون الدعم شعارات زائفة يلوّحون بها، تلك الأُسر يبرز فيها دور الرجل والمرأة لأنها تزرع بذور العدالة بين النوعين. الأُسرة التي تمنح الفتاة الثقة بنفسها وقدراتها هي التي تنتظر نتاجاً لافتاً، فللمرأة قدرات مميزة حين تجد الثقة والدعم من الآخرين فإذا قيل والرجل كذلك ألا يحتاج إلى الثقة والدعم؟ نعم هو يحتاج ولكن ليس كما تحتاج المرأة التي يخبرها مجتمعها ضمن رسائل مباشرة أو ضمنية، أنها لا تُعامل كإنسان كامل الأهلية مهما بلغ بها العمر مادامت خارج دائرة الزواج. الرسائل الإعلامية والأنظمة من حول المرأة كمنعها من السفر دون موافقة الرجل، وإجبارها على الوكيل لتؤسس مشروعاً تجارياً وإسكاتها عن الشكوى في المحكمة ضد زوج مستهتر وشلّ إرادتها عن اتخاذ القرار المناسب، يجعل أمامها على الدوام الحاجة إلى الاستزادة من الصبر وقوة الإرادة لتحقق أهدافها، هذا في حال استطاعت أن تقاوم الضغوط النفسية، وإلا فالإحباط هو مصيرها والانكفاء على الذات حتى يقبل المجتمع حضورها الخفي والذي يكرس مفاهيم الجاهلية أكثر من تنفيذه لمبادئ الإسلام. إن ظلّت النساء صغيرات غير راشدات في ذهنية المجتمع فلن يكبر هذا المجتمع أبداً وأحد أهم عناصره ما زال معطّلاً حتى عن الحياة السوية. [email protected]