نصف عام يا صغيرتي وأنت عن حضني بعيداً هناك تنامين نصف عام مرّ كنصف قرن مما تعدّين وإنْ مرّت الأيام يا رغد ستبقين حوريّة الفؤاد وبين ضلوعي تختبئين كأجمل ما تكونين كقصيدة عن الملأ مضمرة ... كلّ الزوايا من بعدك تيتّمت كلّ الشجيرات في ساحة الدار تيبّست وتحوّل الحلم الشَّجي مذ غادرته إلى طلل معفى للريح فيه على طفلة الأمس بكاء وزمجرة ... يقولون تخفّفي من إرثها تخلّصي من عطرها يخفت إعصار حزنك وتسلين تلك الغندرة عجباً لهم أما دروا أنّ الحياة دون ذكراها جد مقفرة. ... أحنُّ إليها إلى غادتي إلى لون العذوبة في دمي إلى ريح الصبا إلى شهقة العيد إلى دهشة المعرفة أحنُّ إلى بسملتها ، حوقلتها ، وأسئلتها أحنُّ أحنُّ أحنُّ إلى تلك القنبرة ... أحنُّ إلى صوتها رنّة ضحكها لين خطوها أحنُّ إلى تعطفات الجمال في قدّها أحنُّ إلى روح الدلال في طرفها أحنُّ أحنُّ أحنُّ إليها فقلبي على فقدها كالمجمرة ! تعلّمت في فقدها كيف أحزن كيف أرضى كيف أحمل جرحي النَّدي كيف أمضي وأمعن في إرهاق مني الجسد أتعبه أشغله بين شتات وبعثرة .... وأغمس في داخلي همهمات البكاء أخنقها في لجّة المحبرة .... من أجلك أنت من أجل فألك وإشراقة الحلم البهي تنير وجهك سأمضي مثل رمح مسدد سأغدو حيناً كما لو كنت أنت كما لو أنّ سحابة أحلامك في دنياي لاتزال ممطرة !! [email protected] Twitter @OFatemah